ذهب يحيى (رض) إلى خراسان وأخذ يدعو الناس للثورة على بني أمية، واستطاع أن يكوّن له جيشاً من الثائرين، ولكن ثورته لم تنجح وانتهت باستشهاده وهزيمة جيشه، ودفن في محل شهادته في الجوزجان من أفغانستان.
تنسب ليحيى مجموعة من المزارات في بعض المدن الإيرانية منها في جرجان، وسبزوار، وورامين. ومن خلال لقائه بالمتوكل العباسي يعلم إنه لم يكن مدعياً للإمامة، ولكن بعض الباحثين شكّك في هذا الأمر.
نسبه وكنيته ولقبه
يحيى بن زيد بن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام، أبوه أحد الثائرين ضد بني أمية في الكوفة، وأمه ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية (رض). وذكر النسابة ابن الصوفي إن أمّه ريطة من ذوات الشأن من نساء بني هاشم.
لم تصرح الكتب التاريخية عن تاريخ ولادته، ولكنهم ذكروا أن عمره 18 سنة عند شهادته سنة 126 هـ، وهذا يدل على أن ولادته كانت سنة 107 للهجرة.
وذكر البيهقي بأن يحيى (رض) كان يكنى بأبي طالب، واشتهر بشهيد جوزجان؛ لأنه استشهد في هذه المنطقة.
زوجته وأولاده
كان يحيى بن زيد (رضوان الله عليهما) قد تزوج من إبنة عمه محبة بنت عمر بن علي بن الحسين (عليهما السلام). ولم يذكر له المؤرخون وعلماء الأنساب، بل إنّ بعضهم صرح بأنه لم يكن له ولد حين استشهاده، ولكن حمد الله المستوفي ذكر بأن له ولدا اسمه عبد الله وهو المشهور بطالب الحق. وذكر ابن جبير أن له بنتا اسمها زينب.
مذهبه
يقول العلامة محسن الأميني عنه: إنه كان يؤمن بإمامة الإمام الصادق عليه السلام وحين وصل نبأ شهادة يحيى إلى الإمام الصادق بكى وترحّم عليه.
ونقل عن يحيى (رض) إنه كان يصرح باعترافه بالأئمة الإثني عشر، وكان يردد قول أبيه: أربعة مضوا وثمانية قادمون.
ثورته
بعد أن استشهد أبوه زيد (رض) في الكوفة خرج يحيى (رض) مع عشرة أشخاص من أصحاب أبيه من الكوفة. ثم نزلوا في مكان يقال له ’’جبانة السبيع‘‘ بالقرب من الكوفة بعد أن زاروا قبر الإمام الحسين عليه السلام ثم ذهبوا إلى المدائن ومن هناك شدّ الرحال إلى خراسان.
وقد التفّ حوله جمع من أهل خراسان وقبلوا دعوته للثورة على بني أمية. وكان قد استقر به الحال في منطقة يقال لها الجوزجان، وقد خاض وأصحابه حرباً ضروساً ضد جيوش بني أمية ولكن نتيجة المعركة انتهت باستشهاده وجمع كبير من أصحابه، وكانت شهادته في يوم الجمعة في شهر شعبان سنة 126 هـ ودفن بدنه في الجوزجان، وأرسل رأسه إلى الوليد بن عبد الملك، وأرسل الوليد بدوره رأس يحيى إلى أمه ريطة في المدينة.
آثار ثورته
كان لثورة يحيى بن زيد (رضوان الله عليهما) صدى واسعاً في خراسان، حيث أخذ الناس وبالخصوص محبي أهل البيت عليهم السلام يتناقلون أخبار ثورته ومقتله وأصحابه، وقد استفاد أبو مسلم الخراساني من هذا الغضب والاستياء بين الخراسانيين والمناطق المجاورة لها وأعلن ثورته على الأمويين وزحف بجيوشه حتى قضى على الدولة الأموية.
إقرأ أيضا: ثورة زيد الشهيد ضد الحكم الأموي (3) الثورة في الكوفة
في الحلقة القادمة سوف نتناول إن شاء الله (الفرقة الزيدية)