رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (20) جابر بن عبد الله الانصاري (رض)

الأربعاء 20 يناير 2021 - 07:53 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (20) جابر بن عبد الله الانصاري (رض)

اسلاميات-الكوثر: ولد جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري (رض) سنة ١٦ قبل الهجرة النبوية ، صحابي ذائع الصِيت‏ ، عمّر طويلاً.

كان جابر مع أبيه عبد الله (رض) في تلك الليلة التاريخيّة المصيريّة التي عاهد فيها أهل يثرب رسول ‏الله (صلى الله عليه وآله) على الدفاع عنه ودعمه ونصره ، وبيعتهم هي البيعة المشهورة في التاريخ الإسلامي بـ(بيعة العقبة الثانية).

لمّا دخل النبي (ص) المدينة، صحبه وشهد معه حروبه، ولم يتنازل عن حراسة الحقّ وحمايته بعده (ص) ، كما لم يدّخر وسعاً في تبيان منزلة الامام علي (ع) والتنويه بها .

أثنى الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) على رفيع مكانته في معرفة مقامهم (عليهم السلام)، وعلى وعيه العميق للتيّارات المختلفة بعد رسول ‏الله (ص) ومعارف التشيّع الخاصّة ، وفهمه النافذ لعمق القرآن الكريم، فهو من القلّة الذين لم تتفرّق بهم السبل بعد النبي (ص)، ولم يستبِقوا الصراط بعده ، بل ظلّوا معتصمين متمسّكين به.

عمّر جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) طويلاً ، لذا ورد اسمه الكريم في ‏صحابة الإمام أمير المؤمنين، والإمام الحسن‏، والإمام الحسين، والإمام علي السجّاد، والإمام محمد الباقر (عليهم السلام)، وهو الذي بلّغ الإمام الباقر (ع) سلامَ رسول‏ الله (ص) له .

وقد شهد جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) معركة صفين مع الإمام علي (ع) ضد معاوية بن ابي سفيان الاموي.

وهو أوّل من زار قبر الإمام الحسين (ع) وشهداء كربلاء بعد معركة الطف، وبكى على أبي‏ عبد الله الحسين (ع) كثيراً .

والروايات المنقولة عنه بشأن الإمام أمير المؤمنين (ع)، وما اُثر عنه من أخبار تفسيريّة، ومناظراته، تدلّ كلّها على ثبات خُطاه، وسلامة فكره، وإيمانه العميق، وعقيدته الراسخة، وصحيفة جابر مشهورة أيضاً .

كان جابر يتوكّأً على عصاه ويدور في سكك الأنصار ومجالسهم ، ويقول: (عليّ خير البشر، فمن أبي فقد كفر ، يا معشر الأنصار! أدّبوا أولادكم على حبّ عليّ، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه).

وعن الإمام جعفر الصادق (ع): إنّ جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول‏ الله (ص)، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهلَ البيت‏.

إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (19) بلال الحبشي (رض)

ولأنّه لم ينصر عثمان في فتنته، فقد ختم الحجّاج بن يوسف الثقفي على يده يريد إذلاله بذلك‏.

وتوفى جابر بن عبد الله الأنصاري في المدينة المنورة سنة ٧٨هـ ودفن في البقيع .

أبناؤه

ذكر المؤرخون له من الأولاد عبد الرحمن ومحمد ومحمود وعبد الله وعقيل وقد توزعت ذريته - حسب الوثائق التاريخية- على أفريقيا وبخارى. ومنهم من قطن إيران، ومن أشهرهم الفقيه والأصولي المشهور الشيخ مرتضى الأنصاري صاحب كتاب المكاسب.