6- ابو عبید في (الاموال)
ذکر ابو عبید قاسم بن سلام ( المتوفي224هـ) في کتابه الاموال المعتمد لدى فقهاء الاسلام، مجریات الاحداث، وأن بیت فاطمة قد کشف فعلا وان الخلیفة الاول ندم على فعلته، حیث روى (عن عبد الرحمن بن عوف: أن أبا بكر قال له في مرض موته: إني لا آسى على شیء إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن و ددت أني فعلتهن، و ثلاث و ددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن، فأما اللاتي فعلتها و وددت أني لم أفعلها، وددت أني لم أکن کشفت بیت فاطمة وترکته وإن کانوا قد أغلقوه على الحرب).
الا ان ابا عبید استبدل عبارة (لم أکن کشفت بیت فاطمة و ترکته) بعبارة: (فأما التي فعلتها ووددت أني لم أفعلها: فوددت أني لم أکن فعلت کذا وکذا لخلة ذکرها - قال أبو عبید : لا أرید ذکرها).
ومع هذا التعصب الذی ابداة (ابو عبید) في اخفاء الحقیقة بابدال العبارة بعبارة (کذا و کذا)، الا ان محققي الکتاب اعترفوا بوجود العبارة في میزان الاعتدال؛ اضف الى ذلك نقل العبارة الطبراني في المعجم و ابن عبد ربه في العقد الفرید و غیرهم من العلماء فلاحظ.
7- الطبراني في (المعجم الکبیر)
قال ابو القاسم سلیمان بن أحمد الطبراني (260-360هـ) في (المعجم الكبیر): عن عبد الرحمن بن عوف عن أبیه قال: دخلت على أبي بکر أعوده في مرضه الذي توفي فیه، فسلمت علیه وسألته کیف أصبحت ؟ ... قال : أما إني لا آسی على شیء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن، فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن، فوددت أني لم أکن کشفت بیت فاطمة و ترکته و أن أغلق علی الحرب).
وهذه التعابیر تکشف بوضوح أن ما هدد به عمر قد وقع فعلاً.
8- ابن عبد ربه الاندلسي في (العقد الفرید)
(وودت انّي لم أکشف بیت فاطمة عن شیء و إن کانوا اغلقوه على الحرب).
و سیاتی ذکر اسماء الشخصیات والعبارات التی نقلت هذا القسم من کلام الخلیفة.
9- النظام المعتزلي فی (الوافي بالوفیات)
ذکر ابراهیم بن سیار النظام المعتزلي (160-231هـ) نقل حادثة الهجوم على بیت فاطمة (س) فقال: (انّ عمر ضرب بطن فاطمة یوم البیعة حتى ألقت المحسن من بطنها).
10- المبرد البغدادي فی (الكامل)
ذکر الكاتب والادیب محمد بن یزید بن عبد الاکبر البغدادي (210- 285هـ) في کتابه (الکامل) أسف الخلیفة وندمه على کشف بیت فاطمة (س).
11- المسعودي في (مروج الذهب)
ذکر المسعودي ( المتوفي3258ـ) في مروج الذهب أنه: (لما احْتُضِرَ ابو بكر قال: ما آسَى على شيء إلا على ثلاث ... فوددت أني لم أکن فتشت بیت فاطمة)، و ذکر في ذلك کلاماً کثیرا.
12- ابن ابي دارم في (میزان الاعتدال)
نقل أحمد بن محمد المعروف بابن ابي دارم، المحدث الكوفي ( المتوفى357هـ) و الذي وصفه محمد بن أحمد بن حماد الكوفي بانه ( کان مستقیم الأمر، عامة دهره): (أن عمر رفس فاطمة حتى اسقطت بمحسن).
13- عبد الفتاح عبد المقصود في کتابه الامام علي:
نقل عبد الفتاح عبد المقصود قصة الهجوم على بیت فاطمة (س) في موضعین من كتابه (الامام علي)، نکتفي بذکر واحدة منها: قال عمر: (والّذی نفس عمر بیده، لیَخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فیها...! قالت له طائفة خافت اللّه، و رعت الرسول فی عقبه: یا أبا حفص، إنّ فیها فاطمة...! فصاح لا یبالي: و إن..! و اقترب و قرع الباب، ثمّ ضربه و اقتحمه... و بدا له عليّ... و رنّ حینذاك صوت الزهراء عند مدخل الدار... فان هي الا طنین استغاثة...).
نختم هذا البحث بحدیث آخر عن
14- مقاتل ابن عطیة فی (الامامة و الخلافة ، ص 160 و 161):
( إن ابابکر بعد ما أخذ البیعة لنفسه من الناس بالارهاب والسیف والقوّة أرسل عمر، وقنفذاً وجماعة الى دار عليّ وفاطمة (س) وجمع عمر الحطب على دار فاطمة واحرق باب الدار!..). وجاء في ذیل الروایة تعبیرات یعجز القلم عن تدوینها.
إقرأ أيضا: فاطمة الزهراء(س) في ذكرى استشهادها..مكانتها عند النبي وآله (عليهم السلام)
النتیجة:
هل یصح - مع کل هذه المستندات والوثائق التي ذکرت في مصادر مدرسة الخلافة لشخص أن یدعی بان شهادة فاطمة اسطورة!! فاین الانصاف اذن؟! لا شك أن کل من یقرأ هذه البحث و یتأمل في الحوادث التي دونها علماء مدرسة الخلافة تؤكد عمق المأساة التی أحدثها اصحاب بيعة سقيفة بني ساعدة بعد رحیل النبي الاکرم (ص) وأنهم فعلوا ما فعلوا لاجل إزاحة خلافة رسول الله (ص) عن أهل بيته الذين أمر ألله تعالى بمودتهم، وصدق الله تعالى حيث أخبر بما يكون بعد رحيل حبيبه الى عالم الآخرة: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144). صدق الله العلي العظيم.