سيرته :
يُعدُّ بلال من كبار الصحابة، ومن السابقين إلى الإسلام، وتحمل الأذى الكثير في سبيل الله عندما كان في مكة، شأنه في ذلك شأن الأبرار من الصحابة الذين أسلموا في بداية الدعوة السرية .
وبعد هجرته إلى المدينة المنورة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله ) أصبح المؤذن الخاص به، وهوأول من أذن في الإسلام .
وعندما حان موعد صلاة الظهر في يوم فتح مكة أمر النبي (ص) بلالاً بالصعود إلى سطح الكعبة ليرفع فيها الأذان لأول مرة .
وما أن ارتفع صوت بلال بنداء التوحيد حتى اقشعرت أبدان ما تبقى من المشركين وتزلزلت الأرض من تحتهم بنداء (لا إله إلا الله) الذي خرج من حنجرة بلال، حتى قال البعض منهم: الموت لنا أفضل من أن نسمع هذا النداء .
ولاؤه للزهراء (ع):
روي أن بلالاً تأخر في أحد الأيام عن الأذان في المسجد، فقال له رسول الله (ص): ما الذي أخرك عنا يا بلال ؟ هل حدث لك شيئاً ؟ فقال بلال: كنت في بيت فاطمة (ع) فوجدتها تطحن، والحسن (ع) يبكي، فقلت لها: إما أن أساعدك في الطحن أوتدعيني أُسكِت الحسن (ع)، فقالت (ع): الأم أولى بولدها، فأخذتُ المطحنة وجعلت أطحن القمح، فكان ذلك سبب تأخيري ، فقال له الرسول (ص): رحمتها رحمك الله .
موقفه من بيعة أبي بكر :
روي أن بلال قال لعمر بن الخطاب: أنا لا أبايع إلا من استخلفه رسول الله (ص) [ يقصد بذلك علياً (ع) ]، والذي ستبقى بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة، فقال له عمر : إذن أُغرب عنا وإذهب إلى الشام ، فذهب إلى الشام ومات هناك .
وفاته :
توفي بلال (رضوان الله عليه) سنة (١٨ هـ) بالشام بمرض الطاعون ودفن في دمشق في مقبرة باب الصغير، وكان عمره بين الستين والسبعين عاما .
إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (18) حجر بن عدي الكندي (رض)