من هو زيد الشهيد ؟
يكنى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) بـأبا الحسين، (أحد أولاده) وهو ذو الدمعة، وعلى هذا مشهور المؤرخين وأرباب السير والتراجم .
وقد نشأ في حجر أبيه الامام السجاد (عليه السلام)، وتخرج عليه وعلى الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الأحكام، فأفحم أكابر المناظرين من سائر الملل والأديان.
وكان عنده ما تحمله آباؤه الهداة من سرعة الجواب والوضوح في البيان ممزوجا ببراعة في الخطاب.
آراء فقهاء مدرسة الخلافة:
يقول أبو حنيفة: شاهدت زيدا (رض) كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا .
وينفي الشعبي (عامر بن شراحيل الهمداني الشعبي عاصر زيدا) أن تلد النساء مثل زيد (رض) في الفقه والعلم.
وأما الحافظ ابن شبة، وابن حجر الهيثمي، والذهبي، وابن تيمية، فكلماتهم تشهد بأنه من أكابر العلماء وأفاضل أهل البيت عليهم السلام في العلم والفقه.
آراء اتباع مدرسة أهل البيت (ع):
رجالات أهل البيت العلوي، كإبراهيم بن الحسن المثنى وأخيه الحسن المثلث والحسين ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام) وعبيد الله وعبد الله ابني محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كانوا يأخذون العلم والحديث من زيد الشهيد (رضوان الله عليه).
ومن أتباع مدرسة أهل البيت (ع) يقول عمر بن موسى الوجيهي: رأيت زيد بن علي (رض) فما رأيت أحدا يفضله في معرفة الناسخ والمنسوخ والمتشابه من الكتاب المجيد.
وفي حديث أبي خالد الواسطي: صحبت زيدا (رض) بالمدينة خمس سنين، كل سنة أقيم شهرا وقت الحج ولم أفارقه حتى أقدم الكوفة، فما رأيت مثله في العلم، فلذا اخترت صحبته.
ويشهد لذلك كله حديث أبي غسان الأزدي قال: قدم زيد بن علي (عليهما السلام) الشام أيام هشام بن عبد الملك، فما رأيت رجلا أعلم بكتاب الله منه، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر وهو يقص علينا ونحن معه في الحبس تفسير سورة الحمد وسورة البقرة .
وقد كان لزيد الشهيد (رض) المثل الأعلى للفضائل بعد الأئمة الهداة (عليهم السلام)، فقد احتذى مثال آبائه في كثرة العبادة والاستغفار والتفكر في آلاء الله وصنائعه، فطار صيته بذلك واشتهر بأنه حليف القرآن والعبادة.
قال أبو الجارود: قدمت المدينة فجعلت كلما أسأل عن زيد قيل لي: ذاك حليف القرآن، ذاك أسطوانة المسجد، من كثرة صلاته.
في الحلقة القادمة سوف نتناول إن شاء الله (دوافع الثورة)