رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (17) الأحنف بن قيس (رض)

الخميس 7 يناير 2021 - 14:25 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (17) الأحنف بن قيس (رض)

اسلاميات-الكوثر: الأحنف بن قيس (رض) سيد قبيلة تميم في البصرة، يضرب له المثل في الحلم عند العرب. ولد في البصرة وأدرك النبي (صلى الله عليه وآله) واسلم ولم يره.

وروي عن الأحنف بن قيس قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله (ص) إلى قومك بني سعد (في البصرة) أدعوهم إلى الإسلام فجعلتُ أخبرهم وأعرض عليهم، فقلتَ إنه يدعو إلى خير ويأمر بالخير، وما أسمع إلا حسنا، وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عن رذائلها، فذكرت ذلك للنبي (ص) فقال (اللهم اغفر للأحنف)، فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك. يعني من دعوة النبي (ص).

أبرز صفاته :

أدرك الأحنف عصر النبي (ص) ولكنه لم يراه، وكان يُعد من دُهاة العرب، وكان رجلاً عالماً حكيماً وشجاعاً وصاحب رأي. وقد تميز بصفة الحلم حتى صار العرب يضربون به المثل فيقولون: (أحلم من الأحنف). وسُئل ذات مرة كيف أصبحت رئيساً لقومك ؟ فقال: بعوني للمحتاجين ونصرتي للمظلومين .

موقفه مع أمير المؤمنين ( ع)

شهد الأحنف بن قيس جميع حروب الإمام علي (ع)، إلا حرب الجمل، إذ قال لأمير المؤمنين (ع) قبل الخروج: يا أمير المؤمنين، إِختَر مني واحدة من اثنتين، إما أن أقاتل معك بمئتي محارب، وإما أن أكف عنك ستة آلاف سيقاتلون مع طلحة والزبير، فقال أمير المؤنين (ع): أكفف عنا الستة آلاف أفضل، فذهب الأحنف إليهم ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم، وكان ذلك سبباً في عدم ذهابه إلى حرب الجمل .

موقفه من خلافة معاوية :

روى صاحب أعيان الشيعة: دخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوماً على معاوية ، فقال له معاوية: أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين، ومخذل الناس عن أم المؤمنين [ عائشة ] ؟

فقال له الأحنف: يا معاوية لا تذكر ما مضى منا، ولا تردّ الأمور على أدبارها، والله إن القلوب التي أبغضناك بها، يومئذٍ لفي صدورنا، وإن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر، إلا مددنا إليك ذراعاً من ختر (غدر).

إقرأ ايضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (16) قنبر بن حمدان (رض)

وفاته :

توفي الأحنف بن قيس ( رضوان الله عليه ) سنة ( 67 هـ ) في الكوفة .