قبسات قرآنية (23).. (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و...)

الثلاثاء 5 يناير 2021 - 07:22 بتوقيت غرينتش
قبسات قرآنية (23).. (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و...)

القرآن الكريم-الكوثر: الرؤية بين الرجل والمرأة.. يقول القرآن الكريم: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ، وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ..) (النور:٣١).

يقول في تفسير (من وحي القرآن) ما نصه: ان الإسلام يريد للجانب الأنثوي في المرأة ـ كما يريد للجانب الذكوري في الرجل ـ أن لا يلغي بقية جوانب شخصيتها ويجعل الحياة كلها في خدمته، فتتحرك المرأة في المجتمع بروحية الأنثى التي تبحث عن كل ما يثيرها أو تثيره، ويتحرك الرجل بروحية الذكر الذي يبحث عن الإثارة الجنسية فقط، بل يريد لهذا الجانب الخاص في كل منهما، أن يتحرك في دائرة العلاقة الزوجية، التي تقوم على الاختيار الحرّ للشريك المناسب سلوكياً وجمالياً ونفسياً.

قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله) لفاطمة الزهراء (عليها السلام): (أي شيء خير للمرأة ؟ قالت ان لا ترى رجلا ولا يراها رجل).

في هذه الرواية تحدث الرسول (ص) في سؤال تعليمي للرجال والنساء معا؛ ان ما هو الخير للمراة ؟ لا يبعد ان جوابها (عليها السلام) كان نابعا من تعليمه (ص) اياها، مضافاً الیه تجربتها مع المجتمع النسوی.

الزهراء (ع) التي تربت في حجر الرسالة، وتغذت من وحي النبوة، ومعدن العلم والوحي الالهي، فقالت: ان لا ترى رجلا ولا يراها رجل!

کیف یمکن ان یکون هذا الامر، لأن الرؤية المتبادلة امر طبيعي، فما المقصود؟ نطرح هنا بعض الاسئلة:

لماذا هذا التقييد؟ وهل (الخير) هنا في مقابل الشر، أو بمعنى الافضل؟ هل المقصود هو مطلق الرؤية؟ ام بدون الحجاب او معه؟

 يبدو اولا: انه ليس المنفي المقصود فقط مما هو بدون الحجاب، لانه بدونه يكون محرماً، بل يشمل بما كان معه، فالافضل والاحسن الابتعاد عنه كما هو المستحب، خاصة وان الكلام عن رؤية المرأة للرجال كذلك!

وثانيا: ليس المقصود فقط الرؤية المقرونة بالشهوة والريبة، لانها محرمة ايضا. لكن الكلام هنا يشمل ما هو الافضل ايضاً.

ثالثا: يعرف ان المقصود هنا من الخير، هو بقول مطلق، بحيث يشمل الواجب والمستحب. 

بناءً علی ما تقدم هو یشمل مطلق الرؤية التي يمكن ان تقود الى الذنب الحرام او ان تقود الى التزيين الشيطاني الذي يؤدي للوقوع في الحرام.

تطبيق من الحياة

هذه النظرة هي التي ورد في الروايات وصفها بكونها: (سهم من سهام ابليس)، ولذا فهي المقصودة في كلامها (ع). فالذي ينبغي على الرجال والنساء اتباعه هو التجنب عن المحرم، بل الالتزام مهما امكن، حتى لو لم يكن محرما، لكونه من وراء حجاب، ولكن الاقتصار على حد الضرورة، مهما امكن في العلاقات بين الجنسين، وذلك في حد الافضلية.

إقرأ ايضا: قبسات قرآنية (34 ) ..(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا..)

إقرأ ايضا: قبسات قرآنية (22).. (إنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ...)