للرياء أسباب ودواع نجملها فيما يلي:
1- حب الجاه، وهو من أهم أسباب المراءاة ودواعيه.
2- خوف النقد، وهو دافع على المراءاة بالعبادة، وأعمال الخير، خشية من قوارص الذم والنقد.
3- الطمع، وهو من محفزات الرياء وأهدافه التي يستهدفها الطامعون، إشباعاً لأطماعهم.
4- التستر: وهو باعث على تظاهر المجرمين بمظاهر الصلاح المزيفة، إخفاءاً لجرائمهم، وتستراً عن الأعين.
ولا ريب أن تلك الدواعي هي من مكائد الشيطان، وأشراكه الخطيرة التي يأسر بها الناس، أعاذنا اللّه منها جميعاً.
حقائق:
ولا بد من استعراض بعض الحقائق والكشف عنها إتماماً للبحث:
1- إختلفت أقوال المحققين، في أفضلية اخفاء الطاعة أو اعلانها.
ومجمل القول في ذلك، إن الأعمال بالنيات، وأن لكل امرئ ما نوى، فما صفا من الرياء فسواء إعلانه أو إخفاؤه، وما شابه الرياء فسيان إظهاره أو إسراره.
وقد يرجح الإسرار أحياناً للذين لا يطيقون مدافعة الرياء لشدة بواعثه في الإعلان. كما يرجح إعلان الطاعة، إن خلصت من شوائب الرياء، وقصد به غرض صحيح كالترغيب في الخير والحث على الاقتداء.
2- ومن استهدف الاخلاص في طاعته وعبادته، ثم اطلع الناس عليها، وُسرّ باطلاعهم واغتبط، فلا يقدح ذلك في اخلاصه، إن كان سروره نابعاً عن استشعاره بلطف اللّه تعالى، واظهار محاسنه والستر على مساوئه تكرماً منه عز وجل.
وقد سُئل الامام محمد الباقر (ع) عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسان فيسره ذلك، فقال (لا بأس، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر اللّه له في الناس الخير، اذا لم يكن صنع ذلك لذلك).
3- وحيث كان الشيطان مجداً في إغواء الناس، وصدّهم عن مشاريع الخير والطاعة، بصنوف الكيد والاغواء، لزم الحذر والتوقي منه، فهو يُسوّل للناس ترك الطاعة ونبذ العبادة، فإن عجز عن ذلك أغراهم بالرياء، وحببه اليهم، فان أخفق في هذا وذاك، ألقى في خلدهم أنهم مراؤون وأعمالهم مشوبة بالرياء، ليسوّل لهم نبذها وإهمالها.
فيجب والحالة هذه طرده، وعدم الاكتراث بخدعه ووساوسه، إذ المخلص لا تضره هذه الخواطر والأوهام.
فعن الامام جعفر الصادق عن أبيه عليهما السلام: إن النبي (ص) قال: (اذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: انك مرائي، فليطل صلاته ما بدا له، ما لم يفته وقت فريضة، واذا كان على شيء من أمر الآخرة فليتمكّث ما بدا له، واذا كان علي شيء من أمر الدنيا فليسترح...).
وسوف نتناول في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى مساوئ الرياء.
عقائد مدرسة آل البيت (ع)..(9) أقسام الرياء
إقرأ يضا: عقائد مدرسة آل البيت (ع)..(9) أقسام الرياء