الرياء هو طلب الجاه والرفعة في نفوس الناس، بمراءاة أعمال الخير، وهو من أسوأ الخصال، وأفظع الجرائم، الموجبة لعناء المرائي وخسرانه ومقته، وقد تعاضدت الآيات والأخبار على ذمّه والتحذير منه.
قال تعالى في وصف المنافقين: (يراؤن الناس ولا يذكرون اللّه الا قليلاً) (النساء: 142)
وقال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه، فليعمل عملاً صالحاً، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف:110)
وقال سبحانه: (كالذي ينفق ماله رئاء الناس) (البقرة:264)
وقد يكون إيحاء الشيطان بالرياء هامساً خفيفاً ماكراً، فيمارس الانسان الطاعة والعبادة بدافع الاخلاص، ولو محصها وأمعن فيها وجدها مشوبةً بالرياء. وهذا من أخطر المزالق، وأشدها خفاءاً وخداعاً. ولا يتجنبها الا الأولياء الأفذاذ.
روي عن رسول الله (ص) انه قال: أخلص قلبك يكفك القليل من العمل.
وعنه (صلى الله عليه وآله): أخلص دينك يكفيك القليل من العمل.
وقال الامام الصادق (ع): (كل رياء شرك، إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل للّه كان ثوابه على اللّه).
وقال عليه السلام: (ما من عبدٍ يسرُّ خيراً، الا لم تذهب الأيام حتى يظهر اللّه له خيراً، وما من عبد يُسر شراً الا لم تذهب الأيام حتى يظهر له شراً).
نعوذ باللّه من سبات الغفلة، وُخدع الرياء والغرور. من أجل ذلك يحرص العارفون على كتمان طاعاتهم وعباداتهم، خشية من تلك الشوائب الخفية.
وسوف نتناول في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى أقسام الرياء.
إقرأ أيضا: عقائد مدرسة آل البيت (ع)..(7) عوائق الإخلاص