الظفر: الفوز بالمطلوب، بغلبة عدو وغيره.
البغي: الظلم. إذا كانت الوسيلة للغلبة على خصمك، هي ركوب إثم واقتراف معصية؛ فإنّك (حتى وإن حصلت على ما تريد) إلا أنّ الظفر والغلبة الظاهرة الدنيوية، لها وجه باطن وحقيقة ملكوتية، يظهر بعض آثارها في الدنيا، وتنكشف بكل قوتها وحقيقتها في الآخرة.
في الواقع، كل إنسان يعيش معركة في داخله بين الحق والباطل، وعندما يتغلّب على خصمه بالغش والكذب والبهتان والظلم والسرقة وما شابه، فهو بذلك وإن حصل على بعض الفوائد المؤقتة الزائلة، إلا أنّه قد خسر المعركة التي بداخله، إذ وقع فريسة للباطل، وقد دخل صاحبه في قوله تعالى (...أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (الأعراف:44)، (....وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) (الإنسان:31)؟! هذا مضافًا إلى العواقب الدنيوية للبغي والإثم، إذ ربما يفتضح أمره بين الناس، ويصبح محلاً للذمّ وسوء السمعة، وربما العقاب بالسجن أو الغرامة.