فاطمة الزهراء(ع) في ذكرى استشهادها.. ارجوزة: حديث الباب ذو شجون

الأحد 27 ديسمبر 2020 - 14:44 بتوقيت غرينتش
فاطمة الزهراء(ع) في ذكرى استشهادها.. ارجوزة: حديث الباب ذو شجون

أهل البيت-الكوثر: ارجوزة بليغة للعلامة محمّد حسين الغَرَوي الأصفهاني المشهور بـالكُمباني (المتوفى عام 1942)ن ولد في الكاظمية، وعرّف بفقيه الفلاسفة. له ديوان شعر بالفارسية والعربية.

 

يقول الكُمباني في إرجوزته:

لهفي لها لقد أُضيع قدرها     **  حتّى توارى بالحجاب بدرها

تجرّعت من غصص الزمان  **  ما جاوز الحدّ من البيان

وما أصابها من المصاب      **  مفتاح بابه حديث الباب

إنّ حديث الباب ذو شجون    **  بما جنت به يد الخؤون

أيهجم العدا على بيت الهدى  **  ومهبط الوحي ومنتدى الندى

أيُضرم النار بباب دارها      **  وآية النور على منارها

وبابُها باب نبيّ الرحمة       **  وباب أبواب نجاة الأُمّة

بل بابها باب العليّ الأعلى   **  فثمّ وجه الله قد تجلّى

ما اكتسبوا بالنار غير العار  **  ومن ورائه عذاب النار

ما أجهل القوم فإنّ النار لا   **  تطفئ نور الله جلّ وعلا

لكن كسر الضلع ليس ينجبر **  إلّا بصمصام عزيز مقتدر

إذ رضّ تلك الأضلع الزكية  **  رزية لا مثلها رزية

ومن نبوع الدم من ثدييها     ** يُعرف عظم ما جرى عليها

وجاوزوا الحدّ بلطم الخد      ** شلّت يد الطغيان والتعدّي

فاحمرّت العين وعين المعرفة ** تذرف بالدمع على تلك الصفة

ولا تزيل حمرة العين سوى   ** بيض السيوف يوم ينشر اللوا

وللسياط رنّة صداها           ** في مسمع الدهر فما أشجاها

والأثر الباقي كمثل الدملج     ** في عضد الزهراء أقوى الحجج

ومن سواد متنها اسودّ الفضا  ** يا ساعد الله الإمام المرتضى

ووكز نعل السيف في جنبيها  ** أتى بكلّ ما أتى عليها

ولست أدري خبر المسمار    ** سل صدرها خزانة الأسرار

وفي جنين المجد ما يدمي الحشا ** وهل لهم إخفاء أمر قد فشا

والباب والجدار والدماء       ** شهود صدق ما بها خفاء

لقد جنى الجاني على جنينها   ** فاندكّت الجبال من حنينها

أهكذا يُصنع بابنة النبي        ** حرصاً على الملك فيا للعجب

أتمنع المكروبة المقروحة      ** عن البُكا خوفاً من الفضيحة

بالله ينبغي لها تبكي دماً        ** ما دامت الأرض ودارت السما

لفقد عزّها أبيها السامي         ** ولاهتضامها وذلّ الحامي

أتستباح نحلة الصديقة          ** وإرثها من أشرف الخليقة

كيف يردّ قولها بالزور         ** إذ هو ردّ آية التطهير

أيؤخذ الدين من الأعرابي      ** وينبذ المنصوص في الكتاب

فاستلبوا ما ملكت يداها         ** وارتكبوا الخزية منتهاها

يا ويلهم قد سألوها البيّنة        ** على خلاف السنّة المبيّنة

وردّهم شهادة الشهود            ** أكبر شاهد على المقصود

ولم يكن سدّ الثغور عرضاً      ** بل سدّ بابها وباب المرتضى

صدّوا عن الحقّ وسدّوا بابه     ** كأنّهم قد أمنوا عذابه

أبضعة الطهر العظيم قدرها     ** تُدفن ليلاً ويُعفى قبرها

ما دفنت ليلاً بستر وخفا         ** إلاّ لوجدها على أهل الجفا

ما سمع السامع فيما سمعا       ** مجهولة بالقدر والقبر معا

يا ويلهم من غضب الجبّار      ** بظلمهم ريحانة المختار

                 ************************

إقرأ أيضا: قصيدة في رثاء فاطمة الزهراء عليها السلام في ذكرى استشهادها

                    **********************