فاطمة الزهراء(ع) في ذكرى استشهادها..مكانتها في العالم الاسلامي

الأحد 27 ديسمبر 2020 - 12:50 بتوقيت غرينتش
فاطمة الزهراء(ع) في ذكرى استشهادها..مكانتها في العالم الاسلامي

أهل البيت-الكوثر: يوافق يوم غد الاثنين، الثالث عشر من شهر جمادى الاولى (على احدى الروايات المعتبرة) الذكرى الأليمة لاستشهاد بضعة النبي محمد(ص) السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على آراء ومواقف وكلمات بحق الصديقة الطاهرة عليها السلام.

عن أم المؤمنين اُمّ سلمة (رض) أنّها قالت: كانت فاطمة بنت رسول الله (ص) أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول الله (ص).

و عن ابن عباس: أنّ رسول الله (ص) كان جالساً ذات يوم، وعنده عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فقال: (اللهمّ إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بيتي، وأكرم الناس عليّ، فأحبب من أحبّهم، وأبغض من أبغضهم، ووالِ من والاهم، وعادِ من عاداهم، وأعن من أعانهم، واجعلهم مطهّرين من كلّ رجس معصومين من كلّ ذنب، وأيّدهم بروح القدس منك(.

وعن الصحاب الجليل أبي سعيد الخدري(رض) قال: أصبح عليّ بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم ساغباً فقال: "يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه؟" قالت: "لا، والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة ما أصبح الغداة عندي شيء وما كان شيء اُطعمناه مذ يومين إلاّ شيء كنت اُؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين ( الحسن والحسين ) فقال عليّ عليه السلام: "يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً؟" فقالت: "يا أبا الحسن إنّي لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه".

وفي رواية، دخل عبدالله بن حسن على الحاكم الاموي في دمشق عمر بن عبد العزيز، وهو حديث السنّ، وله وقرة، فرفع مجلسه، وأقبل عليه، وقضى حوائجه، ثم أخذ عكنة، من عكنه فغمزها، حتى أوجعه، وقال له: (اذكرها عند الشفاعة (.

فلما خرج لامَهُ أهله، وقالوا: فعلت هذا بغلام حديث السن، فقال: إنّ الثقة حدّثني، حتى كأنّي أسمعه من في رسول الله (ص) قال: (إنّما فاطمة بضعة منّي، يسرّني ما يسرّها) وأنا أعلم، أنّ فاطمة (ع) لو كانت حيّة لسرّها ما فعلت بابنها، قالوا: فما معنى غمزك بطنه، وقولك ما قلت ؟  قال: إنّه ليس أحد من بني هاشم، إلاّ وله شفاعة، فرجوت أن أكون في شفاعة هذا).

قال ابن الصبّاغ المالكي : ... وهي بنت من اُنزل عليه (سبحان الذي أسرى)، ثالثة الشمس والقمر، بنت خير البشر، الطاهرة الميلاد، السيّدة بإجماع أهل السداد.
وقال الحافظ أبو نعيم الإصفهاني عنها: (من ناسكات الأصفياء وصفيّات الأتقياء فاطمة (رضي الله تعالى عنها) السيّدة البتول، البضعة الشبيهة بالرسول ... ، كانت عن الدنيا ومتعتها عازفة، وبغوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارفة).

وقال عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي: وأكرم رسول الله (ص) فاطمة إكراماً عظيماً أكثر، مما كان الناس يظنّونه ... ، حتى خرج بها عن حبّ الآباء للأولاد، فقال لمحضر الخاص والعام مراراً لا مرّة واحدة، وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد: (إنّها سيّدة نساء العالمين، وإنّها عديلة مريم بنت عمران، وإنّها إذا مرّت في الموقف نادى مناد من جهة العرش: يا أهل الموقف غضّوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد)، وهذا من الأحاديث الصحيحة، وليس من الأخبار المستضعفة، وكم قال لا مرّة : (يؤذيني ما يؤذيها، ويغضبني ما يغضبها، وإنّها بضعة منّي، يريبني ما رابها).

ونختم ما جاء عن السيد حيدر الحلي، شاعر أهل البيت (عليهم السلام) وأمير شعراء الرثاء الحسيني انه قال: رأيت في المنام ذات ليلة فاطمة الزهراء(ع)، فأتيت إليها مُسلّماً، فالتفتت إليّ وقالت:

أَنَاعِيَ قَتلَى الطَّفِّ لا زِلتَ نَاعِياً  **  تُهِيجُ عَليَّ طُولَ اللَّيالِي البَوَاكِيَا

أَعِدْ ذِكرَهُم فِي كَربَلا إِنَّ ذِكرَهُم  **  طَوَى جَزَعاً طَيَّ السِّجِلِّ فُؤَادِيَا

فقال: فأخذني البكاء، وانتبهت وأنا أحفظ هذين البيتين، فقمت أتمشى وأنا أبكي وأُريد أن أُتمّم، ففتح الله عليّ وقلت:

وَدَعْ مقلتي تحمرُّ بعد ابيضاضِها  **  بِعَدِّ رزايا تتركُ الدمعَ داميا

إلى آخر القصيدة، وأوصى السيّد الحلّي بأن تُكتب هذه القصيدة على كفنه وتُدفن معه.