وقد حرّم الله سبحانه وتعالى الظُّلم على نفسه، وجعله أيضاً مُحرَّماً بين عباده.
وقال عز من قائل (وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ* مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ).
كما زخرت الأحاديث النبوية الشريفة بقدَرٍ عظيمٍ من الترغيب على حُسن الخلق، والذم والترهيب من سوء الخلق، ومن بين الأخلاق المذمومة والمنهي عنها الظلم، ومن الآحاديث النبوية التي تحذر منه: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: ... ودعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ).
ومن وصايا أمير المؤمنين الامام علي (ع): (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك).
وجاء في كتاب حياة الحيوان عند ذكر (طائر الحجل): أن بعض مقدّميُّ الأكراد حضر على سماط بعض الأمراء، وكان على السماط حجلتان مشويتان، فنظر الكرديُ اليهما وضحك، فسأله الأمير عن ذلك، فقال: قطعت الطريق في عنفوان شبابي على تاجر فلما أردت قتله، تضرّع فما أفاد تضرعه، فلما رآني أقتله لا محالة، التفت إلى حجلتين كانتا في الجبل، فقال: إشهدا عليه إنه قاتلي، فلما رأيت هاتين الحجلتين تذكرت حمقه» فقال الأمير: قد شهدتا، ثم أمر بضرب عنقه).
إقرأ أيضا: عقائد مدرسة آل البيت (ع).. (3) عقيدتنا في التعاون مع الظالمين
وجاء في دعاء الامام علي السجاد عليه السلام: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَ لا أُظْلَمَنَّ وَأَنْتَ مُطِيقٌ لِلدَّفْعِ عَنِّي، وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنِّي، وَلا أَضِلَّنَّ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدَايَتِي، وَلا أَفْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُسْعِي، وَلا أَطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُجْدِي(.