كان (أبو رافع) أحد الوجوه البارزة في التشيّع، ومن السابقين إلى التأليف والتدوين والعلم، وأحد صحابة الإمام علي الأبرار .
كان غلاماً للعبّاس عمّ النبي(ص)، ثمّ وهبه العبّاس للنبي، ولمّا أسلم العبّاس وبلّغ أبو رافع رسول الله (ص) بإسلامه أعتقه .
شهد أبو رافع حروب النبي(ص) كلّها إلا بدراً ، ووقف بعده إلى جانب أمير المؤمنين الإمام علي(ع) ثابت العقيدة ولم يفارقه، وهو أحد رواة حديث الغدير، وعُدّ من أبرار شيعة علي (ع) وصالحيهم، وكان أبو رافع مع الإمام (ع) أيضاً في جميع معاركه ، وكان مسؤولاً عن بيت ماله بالكوفة.
لأبي رافع كتاب كبير عنوانه (السُّنن والقضايا والأحكام)، يشتمل على الفقه في أبوابه المختلفة، رواه جمع من المحدّثين الكبار وفيهم ولده.
وله كتب اُخرى منها كتاب (أقضية أمير المؤمنين)، و(كتاب الديات) وغيرهما . ذهب أبو رافع مع الإمام الحسن المجتبى (ع) إلى المدينة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين (ع)، ووضع الإمام الحسن(ع) نصف بيت أبيه تحت تصرّفه .
في رجال النجاشي عن أبي رافع: دخلت على رسول الله (ص) وهو نائم، أو يوحى إليه، وإذا حيّة في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فاُوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحيّة، حتى إن كان منها سوء يكون إليّ دونه، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
ثمّ قال: الحمد للَّه الذي أكمل لعلي(ع) مُنيته، وهنيئاً لعلي بتفضيل الله إيّاه، ثمّ التفت فرآني إلى جانبه، فقال: ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحيّة، فقال(ص): قم إليها فاقتلها، فقتلتها . ثمّ أخذ رسول الله(ص) بيدي فقال: يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً هو على الحقّ وهم على الباطل ! يكون في حقّ الله جهادهم، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شيء ؟ فقلت: ادعُ لي إن أدركتهم أن يُعينني الله ويُقوّيني على قتالهم، فقال: اللهمّ إن أدركهم فقوِّه وأعِنْه ، ثمّ خرج إلى الناس، فقال(ص): يا أيّها الناس ! من أحبّ أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي، فهذا أبو رافع أميني على نفسي .
وروي أنّ الصحابي الجليل أبو رافع (رض) توفي سنة 40 للهجرة النبوية .
إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (11) سليمان بن صرد الخزاعي (رض)