في ذكرى ولادة زينب الكبرى (ع) (4) زواج ابنتها أم كلثوم

الإثنين 21 ديسمبر 2020 - 08:15 بتوقيت غرينتش
في ذكرى ولادة زينب الكبرى (ع) (4) زواج ابنتها أم كلثوم

أهل البيت-الكوثر: أم كلثوم : وهي البنت الوحيدة للسيدة زينب الكبرى (عليها السلام)، وقد ورثت شمائل أمها، وتحلت بمكارم أخلاق أبيها عبد الله بن جعفر الطيرا، ولذلك تسابق الخاطبون لطلب يدها وكان من جملتهم (معاوية بن أبي سفيان) خطبها أيام سلطته لولده (يزيد)(عليهما لعائن الله).

كلف معاوية واليه على المدينة (مروان بن الحكم) أن يخطب أم كلثوم من أبيها عبدالله بن جعفر(رض) ليزيد بن معاوية، فقال أبوها :

إن أمر أم كلثوم ليس اليّ إنما هو الى سيدنا الحسين(ع) وهو خالها .

فأخبر الحسين(ع) بذلك، فقال عليه السلام: أستخير الله (تعالى) اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد (ص) .

فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله (ص) أقبل مروان حتى جلس الى الامام الحسين (ع) وقال :

إن أمير المؤمنين معاوية أمرني بذلك، وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، مع صلح ما بين هذين الحيين، مع قضاء دينه، واعلم ان من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفؤ من لا كفؤ له، وبوجهه يستسقي الغمام، فردّ خيراً يا أبا عبدالله .

فقال الحسين(ع) : الحمد لله الذي اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه .

ثم قال(عليه السلام) : يا مروان قد قلت فسمعنا .

أما قولك: مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله (ص) في بناته ونسائه وأهل بيته، وهو اثنتا عشرة أوقية يكون اربعمائة وثمانين درهماً .

وأما قولك: مع قضاء دين أبيها، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا ؟

وأما صلح ما بين هذين الحيّين، فإنا قوم عاديناكم في الله، ولم نكن نصالحكم للدنيا، فلعمري لقد اعيا النسب فكيف السبب ؟

وأما قولك: والعجب كيف يستمهر يزيد ؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد، ومن أبي زيد، ومن جدّ يزيد  !

وأما قولك: إن يزيد كفؤ من لا كفؤ له، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم ما زادته امارته في الكفاءة شيئاً .

وأما قولك: وجهه يستسقى به الغمام: فإنما كان ذلك وجه رسول الله (ص).

وأما قولك: من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا، فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل .

ثم قال ( عليه السلام ): فاشهدوا جميعاً إني قد زوجت أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر على اربعمائة وثمانين درهماً وقد نحلتها ضيعتين بالمدينة (أو قال أرضي العقيق) وإن غلتها بالسنة ثمانية آلاف دينار ففيهما لهما غنى إن شاء الله تعالى.

فتغير وجه مروان، وقال :

أردنا صهركم لنجد وداً          قد أخلقه به حدث الزمان

فلما جئتكم فجبهتموني        وبحتم بالضمير من الشنان

فأجابه ذكوان مولى بني هاشم :

أماط الله عنهم كل رجس       وطهرهم بذلك في المثاني

فمالهم سواهم من نظير          ولا كفو هناك ولا مداني

أتجعل كل جبار عنيد           الى الأخيار من أهل الجنان

إقرأ أيضا: زينب الكبرى (ع) (2) زواجها وأولادها