الاحد القادم هو اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب، وفتحت عينها في وجه الحياة ، في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : محمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين، وفاطمة سيدة نساء العالمين، صلى الله عليهم أجمعين .
اسمها وكنيتها
بحسب بعض الروايات إنّ النبي(ص) سمّاها زينب، وكنيتها: أُم كلثوم، أُم الحسن، ولقبها: الصدّيقة الصغرى، زينب الكبرى، العقيلة، عقيلة بني هاشم، عقيلة الطالبيين، الموثّقة، العارفة، العالمة غير المعلّمة، الكاملة، عابدة آل علي.
روايتها للحديث
تُعتبر زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) من رواة الحديث في القرن الأوّل الهجري، وقد وقعت في إسناد كثير من الروايات، فقد روت أحاديث عن ابيها الإمام علي وأمها السيّدة فاطمة الزهراء واخويها الإمامين الحسن والحسين(عليهم السلام). وروى عنها الحديث كل من عبدالله بن عباس، ومحمد بن عمرو، وعطاء بن السائب وفاطمة بنت الحسين وغيرهم.
وكانت العقيلة زينب(ع) تعقد مجالس التفسير وبيان معاني القرآن الكريم للنساء في المدينة وفي الكوفة إبّان حكم أبيها أمير المؤمنين (ع).
جلالة قدرها
جاء في بعض الأخبار أنّ الامام الحسين(ع) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها، وكان يجلسها في مكانه).
وخاطبها الإمام زين العابدين(ع) بقوله: (وأنت بحمد الله عالمة غير معلّمة، وفهمة غير مفهّمة).
قال يحيى المازني: (كنت في جوار أمير المؤمنين(ع) في المدينة مدّة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً.
قال ابن الأثير (ت:۶۳۰ﻫ): )وكانت زينب امرأة عاقلة لبيبة جزلة).
قال السيّد محسن الأمين(قدس سره): (كانت زينب(ع) من فضليات النساء، وفضلها أشهر من أن يُذكر، وأبين من أن يسطر، وتُعلم جلالة شأنها وعلو مكانها وقوّة حجّتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها وفصاحة لسانها وبلاغة مقالها حتّى كأنّها تفرع عن لسان أبيها أمير المؤمنين(ع) من خطبها بالكوفة والشام، واحتجاجها على يزيد وابن زياد)
قال السيّد الخوئي(قدس سره): (إنّها شريكة أخيها الحسين(ع) في الذب عن الإسلام والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن شريعة جدّها سيّد المرسلين، فتراها في الفصاحة كأنّها تفرغ عن لسان أبيها، وتراها في الثبات تنئ عن ثبات أبيها، لا تخضع عند الجبارة، ولا تخشى غير الله سبحانه تقول حقّاً وصدقاً، لا تحرّكها العواصف، ولا تزيلها القواصف، فحقّاً هي أُخت الحسين(عليه السلام) وشريكته في سبيل عقيدته وجهاده).
وقد اجاد الشاعر حين قال ان القصائد تستحي يا زينبُ في ذكرى مولد العقيلة
إنّ القصائد تستحـي يـا زينـبُ *** إذ تمتطي سرج المديـح وتركـبُ
أحرى بهـا هـذا الحيـاء يلفّهـا *** نور الشموس أمام نـوركِ يغـربُ
ولد العفافُ وكـلّ ذكـر طيّـب *** لمّا ولدتِ وأزهـرت بـكِ يثـربُ
ماذا عساي أقول بعـد ولـم يـزلْ *** ثغـر الزمـانِ بزينـبٍ يتطـيّـبُ
تلك التي ضُـرب المثـال بصبرهـا *** وعفافها هـو للمثـال المضـربُ
تلك التي من خدرهـا نهـل العـلا *** شمس تشعّ وإن حواها المغـربُ !!
فالصبر فيهـا قـد تجـدّد روحـه *** والبـذل فـي ينبوعهـا يتقلّـبُ
هي في الفصاحة والتجلّـد حيـدر *** ولفاطـمٍ ذاك العفـافُ الأعجـبُ
مَن مثلهـا؟ إلاّ التـي هـي أمّهـا *** هي بنت فاطمة، فمن يستغـرب؟!
وحفيـدة الهـادي النبـيّ محمّـدٍ *** وكفاهُ فخراً مَـن لأحمـدَ يُنسَـبُ
وأبوها مولى المؤمنين ،فمـا تـرى *** ستكون زينبُ والأمير هو الأبُ ؟!
أخواها سبطا المصطفى هل مَن لهـا *** أَخَوانِ مثلهمـا بمجـدٍ تُغلَـبُ؟!
لو غيـر فاطمـةٍ تراهـا أنجبـتْ *** شمساً كزينبَ عنـد ذاكَ سنعجـبُ