من حديث رسول الله (ص)..(16) من كان عنده صبيّ فليتصابَ له

الإثنين 14 ديسمبر 2020 - 09:57 بتوقيت غرينتش
من حديث رسول الله (ص)..(16) من كان عنده صبيّ فليتصابَ له

حديث شريف-الكوثر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من كان عنده صبيّ فليتصابَ له).

  تتعدّد مسؤوليات الوالدين في الأسرة، وإحدى هذه المسؤوليّات الرئيسة المنوطة بهم هي تربية الأولاد؛ وهي من الواجبات التي أمر الله -تعالى- بها الوالدين وأمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فيقول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)،)التحريم:6)

وقد وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الاطهار (عليهم السلام) روايات كثيرة تكون نبراسا ومنهجا واضحا في تربية الأولاد، نستعرضها تباعا:

التصابي مع الصبي

قال نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله): من كان عنده صبي فليتصاب له .

وعنه (صلى الله عليه وآله): من كان له صبي فليتصاب له .

وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): من كان له ولد صبا .

وعن جابر (رض) قال: دخلت على النبي (ص) والحسن والحسين (ع) على ظهره وهو يجثو لهما ويقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما.

وعن عمربن الخطاب قال: رأيت الحسن والحسين (ع) على عاتقي رسول الله (ص) فقلت: نعم الفرس لكما، فقال رسول الله (ص): ونعم الفارسان هما.

وعن أبي هريرة قال: سمع اذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله (ص) وهو آخذ بيديه بكتفي الحسن والحسين، وقدماهما على قدم رسول الله (ص)، ويقول: " ترق عين بقة " قال: فرقا الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله (ص) ثم، قال له: افتح فاك ثم قبله ثم قال: اللهم أحبه فإني احبه... " وفي رواية : اللهم إني احبه فأحبه وأحب من يحبه.

رسول الله (ص) يوصي بحب الولد

فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحبوا الصبيان وارحموهم.

وفي رواية ان عثمان ابن مظعون (رض) خرج ومعه صبي له صغير يلثمه، فسأله النبي (ص) ابنك هذا ؟

قال عثمان: نعم، قال الرسول (ص): أتحبه يا عثمان ؟

قال عثمان: إي والله يا رسول الله إني احبه !

فقال الرسول (ص): أفلا أزيدك له حبا ؟

قال عثمان: بلى فداك أبي وامي !

فقال النبي (ص): إنه من يرضي صبيا له صغيرا من نسله حتى يرضى ترضّاه الله يوم القيامة حتى يرضى.

وجاء عن رسول الله (ص): من قبّل ولده كتب الله عزوجل له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة، ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضئ من نورهما وجوه أهل الجنة .

وعن الإمام جعفر الصادق (ع): إن الله عزوجل ليرحم العبد لشدة حبه لولده.

وعن نبي الرحمة (ص) - لما قبل الحسن والحسين (ع) فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله (ص): ما عليّ إن نزع الله الرحمة منك ! - أو كلمة نحوها - .

وفي رواية.. فغضب رسول الله (ص) حتى التمع لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك ! من لم يرحم صغيرنا ولم يعزز كبيرنا فليس منا .

إقرأ أيضا:من حديث رسول الله (ص)..(15) تزوجوا ولا تطلقوا...

وخير ما نختتم بحثنا دعاء الامام زين العابدين (عليه السلام) لولده:

أللَّهُمَّ وَمُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي، وَبِإصْلاَحِهِمْ لِي، وَبِإمْتَاعِي بِهِمْ. إلهِي أمْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ، وَزِدْ لِي فِي آجَالِهِمْ، وَرَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ وَقَوِّ لِي ضَعِيْفَهُمْ، وَأَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ وَأَدْيَانَهُمْ وَأَخْلاَقَهُمْ، وَعَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي جَوَارِحِهِمْ وَفِي كُلِّ مَا عُنِيْتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَأَدْرِرْ لِي وَعَلَى يَـدِي أَرْزَاقَهُمْ، وَاجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَراءَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَكَ وَلأَوْلِيَائِكَ مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ، وَلِجَمِيْعِ أَعْدَآئِكَ مُعَانِدِينَ وَمُبْغِضِينَ.. آمِينَ.