وردت روايات، ان الله تعالى سمّاها بالجمعة لجمعه الأولين والآخرين من الإنس والجن أجمعين، وأخذ الميثاق منهم له ولنبيه (ص) فيها، فجعلها عيداً للمسلمين، وفيها يعتق الله عباده من النار ويغفر لهم، وتُضاعف الأعمال فيها، والتي من أهمها: الصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء، فهي ليلة رحمة وغفران، ونزول الخير والبركات من الله تعالى على عباده.
ذكر ليلة الجمعة:
ومن الاذكار المهمة الواردة في ليلة الجمعة، أن يقول المؤمن عشر مرّات: ((يا دائِمَ الْفَضْلِ عَلى الْبَريِّةِ يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ يا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنِيَّةِ صَلِّ عَلى مُحَمِّد وَآلِهِ خَيْرِ الْوَرىْ سَجِيَّةً وَاغْفِرْ لَنا يا ذَا الْعُلى فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ))، وهذا الذّكر الشّريف وارد في ليلة عيد الفطر أيضاً.
نافلة فريضة الفجر:
من المؤكد ان يأتي المصلي بنافلة الفجر بعد أذان الصبح وقبل فريضة الفجر، وهي ركعتان، يقرأ في الركعة الاولى بعد الحمد سورة الكافرون، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، وقد ورد ان رسول الله (ص) لم يتركها لا حضراً ولا سفراً.
تعقيب فريضة الفجر:
التعقيب الاول: بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله الأول قبل الإنشاء والإحياء، والآخر بعد فناء الأشياء، العليم الذي لا ينسى من ذكره، ولا ينقص من شكره، ولا يخيب من دعاه، ولا يقطع رجاء من رجاه، اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا، وأشهد جميع ملائكتك، وسكان سماواتك، وحملة عرشك، ومن بعثت من أنبيائك ورسلك، وأنشأت من أصناف خلقك، أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، ولا عديل ولا خلف لقولك ولا تبديل، وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبدك ورسولك، أدى ما حملته إلى العباد، وجاهد في الله عز وجل حق الجهاد، وأنه بشر بما هو حق من الثواب، وأنذر بما هو صدق من العقاب، اللهم ثبتني على دينك ما أحييتني، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، صل على محمد وآل محمد، واجعلني من أتباعه وشيعته، واحشرني في زمرته، ووفقني لأداء فرض الجمعات، وما أوجبت عليّ فيها من الطاعات، وقسمت لأهلها من العطاء في يوم الجزاء، إنك أنت العزيز الحكيم .
روى الشّيخ الطوسي انّ من المسنُون هذا الدّعاء في تعقيب فريضة الفجر يوم الجُمعة:
(اَللّـهُمَّ اِنّى تَعَمَّدْتُ اِلَيْكَ بِحاجَتى، وَاَنْزَلْتُ اِلَيْكَ الْيَوْمَ فَقْرى وَفاقَتى وَمَسْكَنَتى، فَاَنَا لِمَغْفِرَتِكَ اَرْجى مِنّى لِعَمَلى، وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ اَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي، فَتَولَّ قَضاءَ كُلِّ حاجَة لي بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيسيرِ (وَتَيَسَر) ذلِكَ عَلَيْكَ، وَلِفَقْري اِلَيْكَ، فَاِنّي لَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ إلاّ مِنَك، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّي سُوءاً قَطُّ اَحَدٌ سِواكَ، وَلَسْتُ اَرْجُو لاخِرَتي وَدُنْيايَ وَلا لِيَوْمِ فَقْرى يَوْمَ يُفْرِدُني النّاسُ في حُفْرَتي وَاُفْضي اِلَيْكَ بِذَنْبي سِواكَ.(
أعْمال نَهارِ الجُمعة
فكثيرة ونحن هُنا نقتصر على عدّة منها :
الاوّل : أن يقرأ في الرّكعة الاُولى من صلاة الفجر سورة الجمعة وفي الثّانية سورة التّوحيد .
الثاني : أن يغتسل وذلك من أكيد السّنن وروى عن النّبي (ص)انّه قال لعليّ (ع) : يا علي اغتسل في كلّ جمعة ولو انّك تشتري المآء بقوت يومك وتطويه، فانّه ليس شيء من التطوّع اعظم منه.
وعن الامام جعفر الصّادق (ع) قال: من اغتسل يوم الجُمعة فقال : اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني مِنَ التَّوّابينَ واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرينَ، كان طهراً من الجمعة الى الجُمعة، أي طهراً من ذنوبه، أو انّ أعماله وقعت على طهر معنوي وقبلت، والاحوط أن لا يدع غُسل الجُمعة ما تمكّن منه، ووقته من بعد طلُوع الفجر الى زوال الشّمس وكلّما قرب الوقت الى الزّوال كان أفضل .
الثالث: أن يقص شاربه ويقلّم أظفاره فلذلك فضل كثير يزيد في الرّزق ويمحو الذّنوب الى الجمعة القادمة، وليقل حينئذ: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وِعلى سُنَّةِ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد (صلوات الله عليهم اجمعين)، ثمّ ليدفن فضُول الاظافير .
الرابع: أن يتطيّب ويلبس صالح ثيابه .
الخامس: أن يتصدّق فالصّدقة تضاعف على بعض الرّوايات في ليلة الجُمعة ونهارها ألف ضعفها في سائر الاوقات .