قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(8) من‏ رضي عن نفسه كثر الساخط عليه

الخميس 10 ديسمبر 2020 - 18:32 بتوقيت غرينتش
قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(8) من‏ رضي عن نفسه كثر الساخط عليه

نهج البلاغة-الكوثر: ومن الحكم القصار لسيد البلغاء امير المؤمنين علي عليه السلام في نهج البلاغة: (من‏ رضي عن نفسه كثر الساخط عليه).

من الأمور الموبقة والمسخطة لله وللناس رضى الانسان على نفسه، فمن رضى على نفسه سيُكثر الساخطين عليه، ذلك لأن الراضي على نفسه يجد نفسه في صواب دائم وهذا محال، فالإنسان مهما يكن فهو قاصر فتارة يصيب وتارة يخطئ، وعلى الرغم من عصمة الأنبياء والحجج الاطهار(صلوات الله عليهم أجمعين) إلا أنهم يشعرون بالتقصير وكأنهم مذنبون، ومناجاتهم وادعيتهم خير شاهد على ما نقول.

وقد ذم أمير المؤمنين (ع) من يعجب في عمله فمن حكمة له (عليه السلالم) قال فيها: (سيّئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك).

فالعجب والتعالي والكبر كل هذه الأمور إنما سببها حب النفس فمن أحب نفسه لا شك انه يرى الاخرين بعين الاحتقار لذا صار مذموما محتقراً عند الله وعند الناس.

ولمن اطلع على سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) يجد أنَّ على الرغم من علمه وحلمه وكماله كان متواضعا مع غيره يجالسهم ويشاورهم لم يستبد برأيه على الرغم من انه ارجح الآراء واصوبها، فمن كلام له (عليه السلام) قاله لطلحة والزبير: (واللَّه مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلَافَةِ رَغْبَةٌ - إلى ان قال- فَلَمْ أَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إِلَى رَأْيِكُمَا ولَا رَأْيِ غَيْرِكُمَا، ولَا وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُه فَأَسْتَشِيرَكُمَا وإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ولَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا ولَا عَنْ غَيْرِكُمَا).

معنى كلامه (عليه السلام) لو كان رأيكم أو رأي غيركم صائب لأخذت به ولكنني اتبع نهج رسول الله وسنته التي سنها لنا.

قال الله تعالى: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون) (فاطر: 8) .

ومن كتاب أمير المؤمنين لمالك الأشتر لما ولاه مصر: (إياك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحب الإطراء، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين).

وعنه (عليه السلام): لا وحدة أوحش من العجب .

وعنه (عليه السلام): العجب آفة الشرف.

وعنه (عليه السلام): الإعجاب ضد الصواب، وآفة الألباب .

وعنه (عليه السلام): عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله .

وعن الإمام محمد الباقر (عليه السلام): أما الثلاث الموبقات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه .

وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): لا جهل أضر من العجب .

وعن الإمام علي الهادي (عليه السلام): العجب صارف عن طلب العلم، داع إلى الغمط .