شهداء الفضيلة..(5) الشهيد الثالث.. القاضي نور الله التستري(رض)

الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 - 10:23 بتوقيت غرينتش
شهداء الفضيلة..(5) الشهيد الثالث.. القاضي نور الله التستري(رض)

اسلاميات-الكوثر: اسمه ونسبه: السيّد نور الله ابن السيّد محمّد شريف الدين ابن السيّد نور الله الحسيني التُستري المعروف بالقاضي التستري، وينتهي نسبه إلى الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين(عليه السلام).

ولادته

ولد عام 956ﻫ بمدينة تُستَر، التي معرّبها: شوشتر في إيران.

دراسته وتدريسه

بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى مشهد عام 979ﻫ لدراسة العلوم العقلية، ثمّ سافر إلى بلاد الهند عام 993ﻫ لتعليم الناس وتوجيهم للشريعة الإسلامية، فذاع صيته في جميع أنحاء الهند، حيث توجّه نحوه طلّاب المعرفة والحقيقة؛ ليستفيدوا من مجالس درسه ومحاضراته، وكانت له هناك مناظرات مع الخصوم في الدفاع عن مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

من أساتذته

أبوه السيّد محمّد شريف الدين، الشيخ عبد الرشيد التستري، الشيخ عبد الواحد التستري، الشيخ محمّد الأديب القاري.

من تلامذته

أنجاله السيّد محمّد يوسف والسيّد علاء الملك والسيّد شريف الدين، الشيخ محمّد الهروي الخراساني، الشيخ محمّد علي الكشميري، السيّد عبد الله المشهدي.

مكانته العلمية

اشتهر(قدس سره) وذاع صيته في البلدان؛ لدرجة أنّ سلطان الهند أكبر شاه دعاه ليشغل منصب القضاء، لمّا عرف مستواه في العلوم والأحكام الدينية، فقبل منصب القضاء شريطة ألّا يعمل بفتوى أيّ أحد سوى اجتهاداته الشخصية، وقد وافق السلطان على ذلك، ومنذ ذلك الحين استعملت كلمة (القاضي) في أوّل اسمه.

وكان الشهيد الثالث السيد التستري من معاصري الشيخ البهائي (رض)، استشهد لتشيعه في مدينة (أكبر آباد) في الهند المعروفة اليوم بآكره.

مؤلفاته

كتاب (مجالس المؤمنين) من المصنفات المهمة والآثار الخالدة ذات القيمة التاريخية الكبرى للشهيد الثالث السيد نور الله الحسيني التستري (رض) المعروف بالقاضي، والكتاب القيم (إحقاق الحق وازهاق الباطل) ، وقد عالج المصنف في كتابه التاريخ الاسلامي، التشيع وايران مع ترجمة لبعض كبار الصوفية والمتكلمين ومشاهير الحكماء والشعراء.

وللشهيد الثالث مؤلفات كثيرة منها، (الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة)، و(مصائب النواصب) و(عقائد الإمامية)، و(تفسير القرآن الكريم)، و(تُحفة العقول)، و(بحر الغدير في إثبات تواتر حديث الغدير سنداً ونصّيّته دلالةً)، ويكفي كتاب (إحقاق الحق) شاهداً على عمق الرجل وتبحره في العلوم وإحاطته بها.

إقرأ أيضا: شهداء الفضيلة..(4) الشهيد الثاني.. مشايخه، تلامذته، مؤلفاته وشهادته

من أقوال العلماء فيه

1- قال الشيخ عبد الله الإصفهاني(رض) في رياض العلماء: (فاضل عالم ديّن صالح علّامة فقيه محدّث، بصير بالسير والتواريخ، جامع الفضائل، ناقد في كلّ العلوم، شاعر منشي، مجيد في قدره، مجيد في شعره).

2- قال العلّامة الأميني(رض) في شهداء الفضيلة: (كعبة الدين ومناره، ولجّة العلم وتيّاره، بلج المذهب السافر وسيفه الشاهر، وبنده الخافق ولسانه الناطق، أحد من قيّظه المولى للدعوة إليه، والأخذ بناصر الهدى، فلم يبرح باذلاً كلّه في سبيل ما اختاره له ربّه حتّى قضى شهيداً، وبعين الله ما هريق من دمه الطاهر).

3- عدَّ آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (رض) في ترجمته للسيد نور الله الحسيني التستري (الشوشتري) في شرح كتاب (إحقاق الحق) إلى مئةٍ وأربعين مصنَّفاً وكتاباً ورسالة .

شهادته

بعد وفاة حاكم الهند (أكبر شاه) تسلّم نجله (جهانكير) مقاليد الحكم، ونتيجة حسد علماء البلاط و وشايتهم به لدى الحاكم جهانكير، الذي حكم عليه بالجلد حتّى الموت، فاستُشهد(قدس سره) سنة 1019ﻫ  تحت السياط في مدينة (أكبر آباد) ودُفن فيها، وقبره معروف يُزار.