يحظى سلمان بمكانة مرموقة عند المسلمين بجميع مذاهبهم وفرقهم. وقد أجمعت كلمة الباحثين والمؤرخين على أصوله الإيرانية وإن اختلفوا في موقع مولده. كان اسمه (روزبه) أو (ماهو) وسمّاه رسول الله (ص) سلمان.
كان من الموحّدين، وقد شدّ رحله إلى الشام طالباً الحقيقة وباحثاً عن الدين القويم، ومن الشام إلى الموصل، فنصيبين، فعمورية، فصحب القساوسة، إلى أن وصف له أحدهم ظهور نبي في بلاد العرب، ووصف له علامات ليتحقق منه. فقصد بلاد العرب، فلقيه ركب من بني كلب، وطلب منهم ليحملوه إلى أرض الحجاز، لكنهم نكثوا عهدهم فباعوه ليهودي ومن ثم اشتراه ابن عم اليهودي من بني قريظة حتى وصل إلى المدينة.
عند هجرة النبي محمد(ص) إلى يثرب، سمع به سلمان، فسارع ليتحقق من العلامات، فأيقن أنه النبي(ص) الذي يبحث عنه. فأسلم، وأعانه النبي(ص) وأصحابه على مُكاتبة مالكه، حتى أُعتق. بعد عتقه، شهد سلمان مع رسول الله(ص) غزوة الخندق، وهو الذي أشار على النبي(ص) بحفر الخندق لحماية المدينة من قريش وحلفائها، ثم شهد باقي المشاهد.
إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع)..(5) هاشم المرقال(رض) شهيدا
كان سلمان المحمدي(رض) من معارضي خلافة أبي بكر بعد وفاة النبي (ص)، فوقف إلى جانب الامام علي بن أبي طالب (ع).
وتولى إمارة المدائن في عهد عمر بن الخطاب، فبقي في منصبه إلى أن توفي سنة 36 هـ في المدائن. ودفن هناك بعد أن غسّله الإمام علي عليه السلام (على رواية) وكفّنه، وصلّى عليه. وقد اشتهرت البقعة التي دفن بها (رضوان الله عليه) بـسلمان باك في مدينة المدائن في جنوب العاصمة بغداد.