رؤوس قتلة الامام الحسين (ع) بين يدي المختار
بعد ان ظفر إبراهيم بن مالك الأشتر بأبن زياد في معركة عند نهرَ الخازر بالموصل شمال العراق بعث برأس ابن زياد ورؤوس أعيانه إلى المختار . فجاء بالرؤوس والمختارُ يتغدّى ، فأُلقيت بين يَدَيه ، فقال : الحمد لله ربّ العالمين ! فقد وُضع رأسُ الحسين(ع) بين يدَي ابن زياد لعنه الله وهو يتغدّى، وأُتيتُ برأس ابن زياد وأنا أتغدّى ! . فلمّا فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله، ثمّ رمى بالنعل إلى مولىً له وقال له: اغسلْها فإنّي وضعتُها على وجهِ نجسٍ كافر.
المختار يبعث المختار برأس ابن زياد إلى المدينة
بعث المختار برأس ابن زياد إلى علي بن الحسين ومحمّد بن الحنفيّة(عليهما السلام)، فأُدخل عليه وهو يتغدّى، فقال(ع): أُدخِلتُ على ابن زياد (أي حينما أُسر وجيء به إلى الكوفة) وهو يتغدّى ورأسُ أبي بين يدَيه، فقلت: اللهمّ لا تُمتْني حتّى تُريَني رأسَ ابنِ زياد وأنا أتغدّى، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي .
رأس عمر بن سعد بين يدي المختار
تقدمت وساطات الى المختار في أمان عمر بن سعد، فآمَنَه على شرط ألاّ يخرج من الكوفة، فإن خرج منها فدمُه هدر، فخرج عمر من منزله ليلاً يتنقل من محلة إلى محلة، ثم صار أمره أنه رجع إلى داره، وقد بلغ المختار ذلك، فقال: (كلا والله إن في عنقه سلسلة ترده لوجهه، إن يطير لأدركه دم الحسين فأخذ برجله).
ثم أرسل إليه أبا عمرة فأراد الفرار منه فعثر في جبته فضربه أبو عمرة بالسيف حتى قتله، وجاء برأسه وضعه بين يدي المختار.
فقال المختار لابنه حفص وكان جالساً عند المختار فقال: أتعرف هذا الرأس؟ فاسترجع وقال: نعم ولا خير في العيش بعده. فقال: صدقت، ثم أمر فضربت عنقه ووضع رأسه مع رأس أبيه.
ثم قال المختار: هذا بالحسين وهذا بعلي بن الحسين الأكبر، ولا سواء، والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنمله من أنامله. ثم بعث المختار برأسيهما إلى المدينة.
نهاية ثورة المختار
خاض المختار خلال ثمانية عشر شهراً مواجهة عنيفة مع المروانيين في الشام والزبيريين في الحجاز واتباع بني أمية في الكوفة حتى استشهد في 14 رمضان سنة 67 هـ وله من العمر 67 سنة.
طلب المختار من أصحابه الخروج من قصر الامارة ومنازلة مصعب وأصحابه ويقاتلونهم حتى يقتلوا عن آخرهم، فأبوا عليه ذلك فقال لهم: إنّي خارج إليهم فمقاتلهم حتى أقتل، ولو قتلوني لم تزدادوا إلا ذلاً وضعفاً، ويستنزلونكم على حكمهم، فإذا نزلتم على حكمهم، دفع كلّ رجل منكم إلى رجل منهم ممّن قتلتم أباه وقريبه، فيقتلونكم.
وبعد استشهاد المختار أمر مصعب بن الزبير بقطع رأسه ونصبه على جدار مسجد الكوفة، وكذلك قطع كفه وسمرها الى جانب المسجد حتى قدم الحجاج بن يوسف فأمر بإنزاله ودفنه.
نهاية الذين خذلوا المختار
وبعد استشهاد المختار، وبقي من بقي من جيشه في قصر الامارة (وكانوا ستة آلاف)، قال لهم بجير بن عبد الله المسلي: قد كان صاحبكم أشار عليكم بالرأي لو قبلتموه، يا قوم! إنّكم إن نزلتم على حكم القوم ذبحتم كما تذبح الغنم، فاخرجوا بأسيافكم فقاتلوا حتى تموتوا كراماً!
فقالوا: قد أمرنا بهذا من كان أطوع فينا منك فعصيناه، فوثب إلى سيفه فتناوله ليخرج فيقاتل فوثبوا إليه فقالوا: ننشدك الله أن تشأمنا، وانتزعوا سيفه من يده، وخرجوا إلى مصعب وأصحابه على حكمهم، فأمر بهم فكتّفوا وقدّموا إلى مصعب فأمر بقتلهم.
إقرأ أيضا:رجال ثأروا للحسين (ع)..(1) المختار الثقفي ثائر
هدم قصر الإمارة
في سنة 71 هـ انتصر عبد الملك بن مروان الاموي على مصعب بن الزبير الزهري وجلس في قصر الإمارة بالكوفة ووضع رأس مصعب بين يديه، فقال له عبيد بن عمير: لقد رأيت في هذا القصر عجبا (يعني قصر الإمارة)، رأيتُ رأس الحسين(ع) بين يدي ابن زياد موضعا، ثم رأيتُ رأس ابن زياد بين يدي المختار موضعا، ثم رأيتُ رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير، ثم رأيتُ مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان، فارتعد عبد الملك وقام من فوره وأمر بهدم القصر.
وصدق الله العزيز حيث اشار الى ديار الظلمة في محكم كتابه المجيد: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةًۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْ ۗ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةً لِّقَوْمٍۢ يَعْلَمُونَ ((النمل:52).