إئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم قدوة العباد في التقرب الى الله تعالى، فلا يعملون عملا إلاّ بقصد التقرّب إلى الله تعالى، وكانوا يناهضون الرياء، لأنّ الرياء وهو الشرك الخفي، وهو من الشرك الأصغر، ومن أفحش النزعات النفسية، وينمّ عن نفس لا إيمان لها. لأنّ المرائي يعمل بعض الأعمال الصالحة لا لله وإنّما لأجل غيره ولذا لا يثاب على عمله.
المُراؤون في أعمالهم ستكون أعمالهم باطلة، لأنها من الشرك الخفي، وهذا النوع من الشرك هو الأكثر انتشاراً بين الناس، ومن هنا نفهم سرّ تحذير النبيّ الأكرم (ص) من ذلك، حيث كان يقول (ص): "إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغر، قالوا: وما الشركُ الأصغر؟ قال: الرياء، يقول الله عزّ وجلّ يوم القيامة للمرائين إذا جازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تُراؤون لهم في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء".
وعنه (صلى الله عليه وآله) - وقد رآه شداد بن أوس في حال البكاء فسأله عما يبكيه:- قال (ص): إني تخوفت على امتي الشرك، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولكنهم يراءون بأعمالهم .
وجاء عن أمير المؤمنين (ع): اعلموا أن يسير الرياء شرك.
وقال الإمام الصادق (ع): كل رياء شرك، إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس .
سوء عاقبة أهل الرياء
قال رسول الله (ص): إن النار وأهلها يعجون من أهل الرياء فقيل: يا رسول الله وكيف تعج النار ؟ ! قال: من حر النار التي يعذبون بها .
علامات المرائي
قال رسول الله (ص): أما علامة المرائي فأربعة: يحرص في العمل لله إذا كان عنده أحد ويكسل إذا كان وحده، ويحرص في كل أمره على المحمدة، ويحسن سمته بجهده .
وقال الإمام علي (ع): للمرائي أربع علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا اثني عليه، وينقص منه إذا لم يثن عليه .
وعن الإمام الصادق (ع): يجاء بعبد يوم القيامة قد صلى فيقول: يا رب صليت ابتغاء وجهك فيقال له: بل صليت ليقال ما أحسن صلاة، اذهبوا به إلى النار.
وجاء عن الإمام الباقر (ع) - لما سأله زرارة عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك:- قال الامام (ع): لا بأس، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك.
إقرأ ايضا:من حديث رسول الله (ص)..(8) إذا ظهرت البدع فليظهر العالم علمه
ونختم البحث بدعاء الامام السجاد (عليه السلام) في الاستعاذه بالله من الرياء:-
(اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسّن في لامعة العيون علانيّتي، أو تقبّح فيما ابطن لك سريرتي، محافظا على رياء النّاس من نفسي بجميع ما أنت مطّلع عليه منّي، فأبدي للنّاس حسن ظاهري، وافضي إليك بسوء عملي، تقرّبا إلى عبادك وتباعدا من مرضاتك) اللهم آمين .