رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (3) محمد بن أبي بكر (رض)

الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 05:07 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (3) محمد بن أبي بكر (رض)

اسلاميات-الكوثر: هو محمّد بن أبي ‏بكر بن أبي‏ قحافة ، واُمّه أسماء بنت عُمَيس (رض)، وُلد في حجّة الوداع سنة 10 هـ بذي الحُلَيفة ، في وقت كان رسول ‏الله ( صلى الله عليه وآله ) قد تهيّأ مع جميع أصحابه لأداء حجّة الوداع .

 كانت أمه أسماء بنت عُمَيس (رض) قد تزوجت جعفر بن أبي‏ طالب (رض) وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد استشهاد جعفر تزوّجها أبو بكر، وبعد موته تزوّجها أمير المؤمنين (ع) ، فانتقلت إلى بيته مع أولادها وفيهم محمّد الذي كان يومئذ ابن ثلاث سنين .

 نشأ محمدا في حِجر الإمام علي (ع) إلى جانب الحسن والحسين (عليهما السلام)، وامتزجت روحه بهما، وكان الإمام (ع) يعتبره مثل أبناءه حيث يقول فيه: محمّد ابني من صُلب أبي ‏بكر .

كان محمّد (رض) في مصر أيّام حكومة عثمان، وبدأ فيها تعنيفه وانتقاده له، واشترك في الثورة عليه، وبعد تصدي الإمام علي (ع) للخلافة، صار من أنصاره، وهو الذي حمل كتابه إلى أهل الكوفة قبل نشوب حرب الجمل، وكان على الرجّالة فيها، وبعد انتهاء المعركة بانتصار الإمام (ع) على اهل الجمل تولّى متابعة الشؤون المتعلّقة بأخته عائشة، وأعادها إلى المدينة المنورة .

كان محمّدا مجدّاً في الجهاد والعبادة ، ولجدّه في عبادته سُمّي عابد قريش، وهو جدّ الإمام الصادق(ع) من الاُمّهات‏ .

ولاّه الإمام علي (ع) على مصر سنة 36 هـ بعد عزل قيس بن سعد عنها ليتولى شرطة الكوفة، وكان الإمام(ع) يُثني عليه ويذكره بخير في مناسبات مختلفة .

بعد تخاذل أصحاب الإمام في معركة صفين، تخلخل الوضع السياسي في مصر وكادت الأمور تفلت من يد محمد بن أبي بكر، فانتهز معاوية الفرصة، وأرسل جيشاً جراراً لاحتلال مصر، وتم له ذلك بعد استشهاد واليها محمد (رض) وهو عطشان على يد ابن حُدَيج الكندي وأدخله بعد قتله في جوف حمار ميت وأحرقه، وذلك عام 38 هـ.

ولما سمع الإمام علي (ع) بخبر استشهاد محمد بن ابي بكر تأثر عليه كثيراً وقال فيه : لقد كان إليّ حبيباً وكان لي ربيباً ، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً وعاملاً كادحاً وسيفاً قاطعاً وركناً دافعاً .

وقال في موضع آخر: (بلا ذم لمحمد بن أبي بكر فلقد أجهد نفسه وقضى ما عليه).

وقيل له (ع): لقد جزعت على محمد بن أبي بكر جزعاً شديداً يا أمير المؤمنين...! قال: (وما يمنعني؟ إنه كان لي ربيباً وكان لبنيَّ أخاً، وكنتُ له والداً أعدّه ولدا).

أجل، ذلك هو أبو القاسم محمد بن أبي بكر ربيب بيت الرسالة ومعدن الإمامة ومهبط الوحي.

إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (2) التابعي الشهيد ميثم بن يحيى التمار (رض)