السؤال : ما هو الدليل على حرمة الغناء والاستماع إليه ؟
الجواب : توجد أدلة كثير نذكر بعضها :
١ . قال تعالى : ﴿ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ﴾ الحجّ ٣٠ .
وقوله تعالى : ﴿ والّذينَ لا يَشهَدُونَ الزُّور ﴾ الفرقان ٧٢ .
وقوله تعالى : ﴿ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل الله ﴾ لقمان ٦ .
وهذه الآيات دالة على حرمة الغناء للنهي التحريمي عن قول الزور ولهو الحديث اللذان فسّرا في الروايات بالغناء كما سيتبيّن من الروايات الاتية .
٢ . عن زيد الشّحام قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ : ﴿ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ﴾ قال : قول الزور الغناء .
٣ . ما رواه أبو السباح عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزّوجلّ : ﴿ لا يَشهَدُونَ الزُّور ﴾ قال : الغناء .
٤ . ما رواه ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ﴿ وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّور ﴾قال : قول الزور الغناء .
٥ . ما رواه محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول : الغناء ممّا وعد الله عليه النار وتلا هذه الآية : ﴿ وَ مِنَ الناسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ الله بِغَيرِ عِلم وَ يَتَّخِذُها هُزُواً اُولئكَ لَهُم عَذاب مُهين ﴾ .
٦ . ما رواه زيد الشّحام قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة ولا تجاب فيه الدعوة ولا يدخله ملك .
السؤال : ما هي آثار الغناء ؟
الجواب :
١- زرع النفاق في القلب : فعن الرسول صلى الله عليه وآله : الغناء يُنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء في البقل . وهذا يشير إلى الإنماء البطيء الذي قد لا يشعر به الإنسان
وعن الإمام الصادق عليه السلام : الغناء عشُّ النفاق . وهذه تشير إلى أنّ الغناء يمثّل البيئة المساهمة في النفاق ، كما يساهم العشّ في نموّ الطير داخل البيضة .
٢ - تقسية القلب : ورد في الحديث عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله : ثلاثة يقسِّين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصيد ، وإتيان باب السلطان .
المراد من إتيان باب السلطان إتيانه بخضوع له ، والمراد من طلب الصيد هو اللهوي لا بقصد الانتفاع من ما اصطاده ، والمراد من استماع اللهو الغناء .
وقسوة القلب سبب للابتعاد عن الله تعالى والتوجّه إليه ، وبالتالي تعريض الإنسان نفسه للحرمان من الرحمة الإلهيّة . فالمغني والمستمع للغناء يستخدم نعمة الله تعالى في عكس مسار تكامله ، فبدل أن يستثمر صوته في تلاوة القرآن أو الدعاء ، أو في مجالس العزاء ، أو الأناشيد الهادفة ، فإنّه يتسافل بصوته نحو الانحدار المعنويّ ، في حين أن الكون يسير نحو التكامل .
ومن جميل ما ورد في وعظ المغنِّي الحديث الوارد عن أبي عبد الله عليه السلام : ألا يستحي أحدكم أن يغني على دابّته وهي تسبِّح .
وهكذا الحال مع المستمع، فبدل أن يستفيد من أذنه في استماع آيات الله وما يفيده ، فإنّ البعض يتسافل باستماع الغناء لينحدر بذلك إلى وادي العصيان .
٣ - التوريط في الزنا : ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : الغناء رقية الزنا ، وهو يدلّ على أنّ بيئة الغناء التي تضعف إرادة الإنسان قد تورّطه في خرق حدود الله في العلاقة بين الجنسين ، وهذا أمر معروف لدى الناس في مجالس الغناء الصاخبة التي يختلط فيها الجنسان .
٤ - جلب الفقر : روى الإمام الصادق عليه السلام : الغناء يورث النفاق ، ويعقِّب الفقر .
وتعقيب الغناء للفقر قد يكون من خلال الشعور النفسي بالحاجة وعدم الغنى ، وهو ما يسبّب الاكتئاب لدى الإنسان .