الحج الإبراهيمي.. من استطاع إليه سبيلا

الثلاثاء 5 يوليو 2022 - 04:44 بتوقيت غرينتش
الحج الإبراهيمي.. من استطاع إليه سبيلا

اسلاميات-الكوثر: إن أعمال الحج ومناسکه مرتبطة جمیعها بإسم وأفعال نبي الله إبراهیم (على نبينا وآله وعليه السلام) بحسب القرآن الکریم کما أنه رفع الکعبة وحج بیت الله الحرام أول مرة.

إن الکعبة المشرفة للمسلمین مأمن وملاذ وکل من دخلها أمن وحُرم فیها القتال. 
وقیل إن الآیة 97 من سورة آل عمران المبارکة "وَمَن دَخَلَهُ کانَ آمِنًا" کان إستجابة إلهیة لدعاء إبراهیم (ع) عندما دعا ربّه بعد بناء الکعبة "رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا". 
وجاء في الآیة 97 من سورة آل عمران المبارکة "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ". 
وروي عن الإمام جعفر الصادق (ع) لدی تفسیره "آیات بینّات" أن المراد منها "مقام إبراهیم" و"الحجر الأسود" و"حجر إسماعیل" ثم سئل هل من دخل الکعبة أمن أم من دخل الحرم المکي الشریف؟ فقال الإمام(ع): الحرم المکي الشریف. 
لفظ "الحج" یعني القصد مع السیر و"المحجّة" هو الطریق المباشر المنتهي إلی المقصد والحج في الإسلام هو قصد بیت الله الحرام.
وبحسب الآیة الکریمة فإن للحج نقاطاً بارزةً منها مقام إبراهیم وهو جزء من المسجد الحرام وثانیاً کل من دخل الحرم أمن وثالثاً إن الحج لمن إستطاع دون غیره. 

ومقام إبراهیم هو أثر رجل النبي إبراهیم (ع) علی حجر حیث بقی الأثر رغم السیول والفیضانات والحروب وکل الأحداث التی مرت عبر التأریخ. 
وتشریع الحج أول مرة کان في عهد إبراهیم (ع) ثم إستمر به العرب سنة إجتماعیة حتی أمضاها الإسلام وجعلها من شعائر الدین. 
وبحسب القرآن الکریم الإستطاعة هي الشرط الوحید لفریضة الحج ، وبناء على فتاوى الفقهاء إن الحج يصبح واجبا إذا صار الإنسان مستطيعا، والاستطاعة تشمل أربعة موارد في المال، والأمان، وصحة الجسد، وسعة الوقت.

فالاستطاعة المالية هي القدرة على دفع نفقات السفر إلى مكة، وتأمين نفقات من يتولى أمرهم، وأمّا الاستطاعة من الناحية الأمنية أن يكون له الأمان في ماله ونفسه وعرضه في فترة سفره إلى مكة وحين إقامته هناك، والاستطاعة الجسدية هي القدرة على أداء أعمال الحج، وأما المقصود من سعة الوقت أي لديه وقت كاف للسفر إلى مكة وأداء مناسك الحج.

ومن الأحكام الفقهية للاستطاعة، هي عدم وجوب الحج لمن يقترض مالا لتأمين سفر الحج، وهذا الشخص لا يعدّ مستطيعاً، ولا يحسب حجه واجباً.