المراد بأطراف النعم أوائلها والقليل منه، بأقصاها نموها وزيادته، المعنى ان الله سبحانه إذا أحدث لك نعمة فاحفظها وعظمها بالشكر والتدبير، من أي نوع كانت وتكون، ان حقرتها وقصرت في حفظها وشكرها سلبها الله منك. وسنستشهد بآيات من الذكر الحكيم وأحاديث الرسول الاكرم وآله المعصومين في موارد النعم.
نِعَمُ الله لا تُحصى
وقال الله تعالى في محكم كتابه: (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار) [إبراهيم:34].
وقال عزّوَجَلّ: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) [النحل:18]
وجاء عن أمير المؤمنين علي (ع) في ذكر نعمة الله على المسلمين حيث بعث فيهم رسوله محمد (ص): فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه، وقائدا نطأ عقبه !
وجاء في دعاء الإمام علي (عليه السلام): الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادّون .
ومن دعائه (ع): الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون.
ومن دعائه (ع) - في بيان قدرة الله: سبحانك ما أعظم شأنك !... وما أسبغ نعمك في الدنيا، وما أصغرها في نعم الآخرة.
وجاء في وصية الإمام علي (ع) لكميل بن زياد النخعي: يا كميل ! إنه لا تخلو من نعمة الله عزوجل عندك وعافيته، فلا تَخْلَ من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كل حال.
النِّعم الظاهرة والباطنة
قال الله تعالى (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) (لقمان:20)
وجاء عن النبي الكريم (ص) في كلامه مع أبن عباس حول النعم الظاهرة والباطنة:- أما الظاهرة فالإسلام، وما حسن من خلقك، وما أسبغ عليك من الرزق، وأما الباطنة يابن عباس فما ستر عليك من عيوبك.
وعن الإمام علي (ع): إن من النعم سعة المال، وأفضل من سعة المال صحة البدن، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب.
وعن الامام محمد الباقر (ع): النعمة الظاهرة النبي (ص) وما جاء به النبي (ص) من معرفة الله عزوجل وتوحيده، وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا.
وجاء عن الإمام موسى الكاظم (ع): النعمة الظاهرة الإمام الظاهر، والباطنة الإمام الغائب.
أولُ النِّعم وأعظمها
جاء عن رسول الله (ص) قوله لعلي (ع): قل ما أول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها ؟ قال علي (ع): أنْ خلقني جَلّ ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت.
وقال الإمام علي (ع): إن من النعم سعة المال، وأفضل من سعة المال صحة البدن، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب .
وجاء عن الإمام محمد الباقر (ع): لا نعمة كالعافية، ولا عافية كمساعدة التوفيق .
أقرآ ايضا:قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(12) أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان
وخير ما نختم بحثنا بالدعاء الوارد عن الامام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام):- ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ،.. اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي رُوعِي مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالْحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ، وَتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ،...وَإِغْرَاقاً فِي الثَّنَاءِ عَلَيْكَ، وَذَهَاباً فِي تَمْجِيدِكَ، وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ، وَاعْتِرَافاً بِإِحْسَانِكَ، وَإِحْصَاءً لِمِنَنِكَ)) اللهم آمیین.