قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(11) إِذَا أَقْبَلَتِ اَلدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ

السبت 21 نوفمبر 2020 - 05:48 بتوقيت غرينتش
قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(11) إِذَا أَقْبَلَتِ اَلدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ

نهج البلاغة-الكوثر: قال سيد البلغاء امير المؤمنين الامام علي عليه السلام من حِكَمِهِ في نهج البلاغة: (إذا أقبلت الدنيا على أحدٍ أعارته محاسن غيره. وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه).

معنى الحكمة الأولى: (إِذَا أَقْبَلَتِ اَلدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ):

هذا إسناد مجازيّ، فالدنيا لا تقبل حقيقةً ، وإنَّما تتيسر منافعها، ويسهل الحصول عليها، فينال الإنسان منها ما يتمناه ، بل ينال منها أكثر مما يستحقه ، لذا عبَّر عليه السلام بقوله (أَعَارَتْهُ) وهذا إسناد مجازي أيضاً لأنَّ الدنيا لا تعطي حقيقة، وسمّى إعطاءها اعارة لأن منافعها زائلة غير خالدة ، وأمّا الشيء الذي تعطيه فهو( مَحَاسِنَ غَيْرِهِ) أي نال من الدنيا محاسن ومنافع لا يستحقها هو بل يستحقها غيره.

معنى الحكمة الثانية: (وَ إِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ)

) وَ إِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ) أي لم يتمكّن من الحصول على منافع الدنيا، فلم تتحقق أمانيه ورغباته، فحينئذ (سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ) أي فقد حقوقه، فلا تُثمَّن شهادته، ولا يُقَيَّم علمُه، ولا يهتمّ الناس بمهاراته، وإذا قال صوابًا أنكروه.

وجاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت عليهم السلام احاديث في تحذر الناس من الركون الى الدنيا وزينتها، فقد جاء عن رسول الله

(صلى الله عليه وآله): (إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب، وإن للدنيا أبناء وللآخرة أبناء، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا).

وعن النبي الاكرم (ص): (من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما خيرت له الدنيا) .

وجاء عن أمير المؤمنين علي (ع): (الدنيا دول، فاطلب حظك منها بأجمل الطلب حتى تأتيك دولتك).

وعنه (ع): (ما بالكم تفرحون باليسير من الدنيا تدركونه، ولا يحزنكم الكثير من الآخرة تحرمونه )؟ !

وعنه (عليه السلام): (أسباب الدنيا منقطعة وعواريها مرتجعة).

وجاء عن الإمام زين العابدين (ع): (من لم يتعز بعزاء الله  تقطعت نفسه على الدنيا حسرات).

وعن الإمام الكاظم (ع): (اشتدت مؤونة الدنيا والدين، فأما مؤونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه، وأما مؤونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليه).

إقرأ ايضا:قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(10) أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم

وخير ما نختم به حديثنا، من دعاء مكارم الاخلاق للامام زين العابدين عليه السلام: (( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَنَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقَاتِ الْغَفْلَةِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ فِي أَيَّامِ الْمُهْلَةِ، وَانْهَجْ لِي إِلَى مَحَبَّتِكَ سَبِيلاً سَهْلَةً، أَكْمِلْ لِي بِهَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)) اللهم أمین.