عندما تنتشر البدع بين الناس، سواء كانت بدَعاً في العقيدة تدعو الناس إلى الإيمان بغير العقيدة الحقّة، أو بدعاً في الأخلاق تحرّض الناس ضد أخلاق الرسالة، أو بدعاً في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي تدعو إلى الانحراف عن خط الله، فعلى العلماء والمثقفين والواعين أن يواجهوا هذه البدع كلّ بحسب إمكاناته وقدراته.
ومن هنا، فإنّه (ص) يعتبر أنّ مواجهة البدع قضية حيوية ملحّة، بحيث إنّ الذي يبتعد عن ساحة الصراع بين السنّة والبدعة، أو بين الكفر والإيمان، فإنّه يحصل على لعنة الله. وإنّ الله تعالى عندما كلّف المؤمنين بالإيمان، كلّفهم بالدعوة إلى الإيمان {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْر ويَأمُرون بالمعْروف ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَر وأولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون} [آل عمران:104].
وقد حدّثنا الله تعالى في القرآن الكريم عن الذين يُبلّغون رسالات الله، ويخشون الله وحده، إذا خوّفهم الناس بالناس بأنّهم سوف يضطهدونهم، فلا يضعفون، ولا يخافون {وَلاَ يَخْشَوْن أحَداً إلاّ اللهَ وكَفَى باللهِ حَسيِباً} [الاحزاب:39].
وجاء عن رسول الله (ص): (شر الامور محدثاتها، ألا وكل بدعة ضلالة، ألا وكل ضلالة ففي النار).
وعنه (ص): (إياك أن تسن سنة بدعة فإن العبد إذا سن سنة سيئة لحقه وزرها ووزر من عمل بها ).
وجاء عن سيد البلغاء الإمام علي (عليه السلام): (وَ مَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلَّا تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ فَاتَّقُوا الْبِدَعَ وَ الْزَمُوا الْمَهْيَعَ إِنَّ عَوَازِمَ الْأُمُورِ أَفْضَلُهَا وَ إِنَّ مُحْدِثَاتِهَا شِرَارُهَا).
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (ما هدم الدين مثل البدع ).
من هم أهل البدع ؟
جاء عن رسول الله (ص): (أهل البدع شر الخلق والخليقة).
وعنه (ص) - في قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) :- (هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة، أنا منهم برئ وهم مني براء).
وعنه (ص): (أهل البدع كلاب أهل النار ).
وعن الإمام علي (ع): (أما أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا).
وجاء عن الإمام الصادق (ع): (من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال).
الإعراض عن صاحب البدعة
جاء عن رسول الله (ص): (إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهروا في وجهه).
وعنه (ص): (من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه).
وعنه (ص): (من أعرض عن صاحب بدعة بغضا له ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا).
المبتدع والعبادة
فقد جاء عن رسول الله (ص): (من عمل في بدعة خلاه الشيطان والعبادة وألقى عليه الخشوع والبكاء).
وعنه (صلى الله عليه وآله): (بكاء المؤمن من قلبه، وبكاء المنافق من هامته).
بطلان عمل المبتدع
جاء عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الله تعالى لايقبل لصاحب بدعة صوما ولا صلاة ولا صدقة ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا ).
وعنه (ص): (عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة ).
توبة صاحب البدعة
جاء عن رسول الله (ص): (أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة) .
وخير ما نختتم به لقاءنا بدعاء الامام زين العابدين (ع) في رفض أهل الْبِدَعِ:
((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَسَدِّدْنِي لأَنْ أُعَارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ،... وَالْقَوْلِ بِالْحَقِّ وَإِنْ عَزَّ، وَاسْتِقْلالِ الْخَيْرِ وَإِنْ كَثُرَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَاسْتِكْثَارِ الشَّرِّ وَإِنْ قَلَّ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَأَكْمِلْ ذَلِكَ لِي بِدَوَامِ الطَّاعَةِ، وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَرَفْضِ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَمُسْتَعْمِلِ الرَّأْيِ الْمُخْتَرَعِ)) اللهم أمین.