قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(9) الصدقة دواء منجح

الأربعاء 18 نوفمبر 2020 - 04:48 بتوقيت غرينتش
قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(9) الصدقة دواء منجح

نهج البلاغة-الكوثر: قال سيد البلغاء امير المؤمنين الامام علي عليه السلام من حكمه في نهج البلاغة : (الصدقة دواء منجح).

المراد بالصدقة هنا كل معونة تسد حاجة من حاجات الحياة خاصة كانت، كإغاثة الملهوف، أو عامة، كبناء دار للأيتام  والمشردين، أو بناء مصنع ينتج الغذاء والكساء والدواء للمحتاجين، وأي دواء أكثر نفعا من خدمة الإنسان وسد حاجاته؟

وليست هذه الصدقة والمعونة تجيب دعوة المضطر وكفى، بل هي أيضا دواء وخلاص من عذاب الحريق لمن ضحى وأعان يوم الحساب والجزاء.

ويأتي قريبا قول الإمام (عليه السلام) "من كفارة الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيس‏عن المكروب". هذا إذا كان الملهوف والمكروب واحد، فكيف بإغاثة الأجيال ‏والألوف؟

وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) يداوي أصحابه بعدّة طرقٍ؛ منها: الصدقة عنهم، ولقد شرع للمسلمين أن يتصدّقوا عن مرضاهم بنيّة الشفاء بإذن الله.

وقال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير) (البقرة: 271.(

وقال تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) (فاطر آية ٢٩﴾.

وقال تعالى: (محق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) (البقرة:275).

وجاء في حديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله): الصدقة تدفع البلاء، وهي أنجح دواء، وتدفع القضاء وقد ابرم إبراما، ولا يذهب بالأدواء إلا الدعاء والصدقة ).

وقال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): (الصدقة دواء منجح).

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء).

وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (داووا مرضاكم بالصدقة).

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما شكى رجل إليه في كثرة من العيال كلهم مرضى قال الامام (ع): (داووهم بالصدقة).

وخير ما نختم به حديثنا، من دعاء مكارم الاخلاق للامام زين العابدين عليه السلام: ((إِلَهِي كُلَّمَا أَنعَمتَ عَلَيَّ بِنِعمَةٍ قَلَّ لَكَ عِندَهَا شُكرِي وكُلَّمَا ابتَلَيتَنِي بِبَلِيَّةٍ قَلَّ لَكَ عِندَهَا صَبرِي فَيَا مَن قَلَّ شُكرِي عِندَ نِعَمِهِ فَلَم يَحرِمنِي ويَا مَن قَلَّ صَبرِي عِندَ بَلَائِهِ فَلَم يَخذُلنِي ويَا مَن رَآنِي عَلَى المَعَاصِي فَلَم يَفضَحنِي ويَا مَن رَآنِي عَلَى الخَطَايَا فَلَم يُعَاقِبنِي عَلَيهَا صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واغفِر لِي ذَنبِي واشفِنِي مِن مَرَضِي - إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَدِيرٌ)) اللهم آمین.

إقرأ ايضا: قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(8) من‏ رضي عن نفسه كثر الساخط عليه