من حديث رسول الله (ص)..(6) كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سببها الى النار

السبت 14 نوفمبر 2020 - 05:15 بتوقيت غرينتش
من حديث رسول الله (ص)..(6) كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سببها الى النار

حديث شريف-الكوثر: تعرف البدعة في اللغة بأنها كل ما أحدث على غير مثال سابق، سواء أكان مذموماً أم محموداً، أما في الشرع فهي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الشريعة، الأمر الذي يؤثر على الدين بشكلٍ سلبي، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سببها الى النار).

والبدعة هي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الطريقة الشرعية، ويقصد بها التعبد إلى الله عز وجل، وهذا هو خطرها الحقيقي؛ أي: أن صاحب البدعة يظن أنه يفعل عبادة، فيكون قد شرَّع للناس ببدعته تلك شريعةً ساوت شريعة الله؛ لذا عدَّها العلماء أكبر من الكبائر.

ان البدع تؤدي إلى تفريق الأمة، وتمزيق وحدة المسلمين، حيث تؤدي إلى إحداث مذاهب وفرق متنازعة في كل الجوانب الفكرية والسياسية، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه البدع عادةً ما تكون مبنية على الأهواء أي لا أصل لها من الصحة، وهذا ما حدث في زمن حكم بني العباسي، حيث احدثت الفرق والمذاهب لإلهاء الأمة بالنزاعات المذهبية وابعادها عن جور وفسوق الحكام الظلمة.

وقد وردت احاديث كثيرة عن رسول الله (ص) والأئمة الاطهار في اجتناب البدع والتحذير منها.

قال رسول الله (ص): شر الامور محدثاتها، ألا وكل بدعة ضلالة، ألا وكل ضلالة ففي النار.

وقد أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالإعراض عن صاحب البدعة، حيث قال: إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهروا في وجهه.

وعنه (ص): من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه.

وعنه (ص) في قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) (الأنعام: ۱۵۹): هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة، أنا منهم برئ وهم مني براء .

وعنه (ص): من أتى ذا بدعة فوقره فقد سعى في هدم الإسلام.

وقد أمر النبي الاكرم (ص) العلماء باظهار علومهم اذا تفشت البدع بين المسلمين، حيث قال (ص): إذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله .

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): ما احدثت بدعة إلا ترك بها سنة، فاتقوا البدع والزموا المهيع، إن عوازم الامور أفضلها، وإن محدثاتها شرارها.

وعن الإمام علي (عليه السلام): ما هدم الدين مثل البدع .

وعن الإمام الصادق (ع): (من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال ).

وخير ما نختتم به لقاءنا بدعاء الامام زين العابدين (ع) في مكارم الاخلاق:

اللهم صل على محمد وآله وحلّني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل، وكظم الغيظ، واطفاء النائرة، وضم أهل الفرقة، واصلاح ذات البين، وإفشاء العارفة، وستر العائبة، ولين العريكة، وخفض الجناح، وحسن السيرة، وسكون الريح، وطيب المخالقة، والسبق إلى الفضيلة، وإيثار التفضل، وترك التعيير، والافضال على غير المستحق، والقول بالحق وان عز، واستقلال الخير وان كثر من قولي وفعلي، واستكثار الشر وإن قل من قولي وفعلي، وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة ولزوم الجماعة، ورفض أهل البدع ومستعملي الرأي المخترع. اللهم آميييين.