قبسات من حياة الامام الصادق (ع).. (6) مراحل حياته والأدلة على إمامته

الخميس 12 نوفمبر 2020 - 05:32 بتوقيت غرينتش
قبسات من حياة الامام الصادق (ع).. (6) مراحل حياته والأدلة على إمامته

اسلاميات-الكوثر: تناولنا في قبسات من حياة الامام الصادق (عليه السلام) في خمس حلقات "نسبه وألقابه وكنيته وأوصافه وهيبته ووقاره وأخلاقه وكرمه وجوده وصدقاته في السرّ وإكرامه للضيوف وتواضعه وسمو أخلاقه وصبره على المصيبة وولادته واستشهاده، وأولاده وموقفه من وفاة ابنه اسماعيل، ومن هم الاسماعيلية وعبادته، وسوف نتناول في هذه الحلقة (السادسة) مراحل حياته والأدلة على إمامته عليه السلام.

يُمكن تقسيم حياة الإمام الصادق [عليه السلام] إلى عصرين، وهما:

عصر ما قبل إمامته

لقد عاصر الإمام الصادق (ع) في هذه المرحلة من الحُكّام كل من: الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن الوليد، وهشام بن عبد الملك، وينقسم إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى: حياته مع جدّه وأبيه (83 - 95هـ.(

المرحلة الثانية: حياته مع أبيه الباقر (95 - 144هـ).

عصر إمامته

وينقسم هذا العصر إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى: فترة إنهيار الدولة الأُمويّة حتى اُفولها (132 - 144 هـ).

عاصر الامام (ع) في هذه المرحلة هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد المعروف بـ(الناقص)، ويزيد بن الوليد ثم أخيه إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد المعروف بـ(مروان الحمار) آخر ملوك الدولة الامويّة التي عاثت في الأرض فسادا.

المرحلة الثانية: فترة تأسيس الدولة العباسيّة حتى استشهاده (ع) (132 - 148هـ).

عاصر (ع) في هذه المرحلة السفاح، وأبي جعفر المنصور، واستشهد (ع) مسموما في حكم المنصور العباسي.

الأدلة على إمامته:

فِي خُطْبَةٍ لَهُ (عليه السلام) يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ اَلْأَئِمَّةِ ع وَ صِفَاتِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ أَوْضَحَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا عَنْ دِينِهِ، وأَبْلَجَ بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ مِنْهَاجِهِ، وفَتَحَ بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ، فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (ص) وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ وَجَدَ طَعْمَ حَلَاوَةِ إِيمَانِ.

لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة الدالة على إمامة أبي عبد الله الصادق (ع) عن طريق أهل بيت العصمة ، ومنها:

عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: «إِنَّ أَبِي [ محمد الباقر عليه السلام] اسْتَوْدَعَنِي مَا هُنَاكَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: ادْعُ لِي شُهُوداً، فَدَعَوْتُ لَهُ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: اكْتُبْ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ يَعْقُوبُ بَنِيهِ يٰا بَنِيَّ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ لَكُمُ الدِّينَ، فَلٰا تَمُوتُنَّ إِلّٰا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِي بُرْدِهِ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ الْجُمُعَةَ، وَأَنْ يُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ، وَأَنْ يُرَبِّعَ قَبْرَهُ وَيَرْفَعَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، وَأَنْ يَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ عِنْدَ دَفْنِهِ، ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ: انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ - بَعْدَ مَا انْصَرَفُوا - مَا كَانَ فِي هَذَا بِأَنْ تُشْهِدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ، وَأَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُوصَ إِلَيْهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ».

عن عبد الغفار بن القاسم عن الباقر (ع) في حديث، قال: «قلت إن كان من هذا كائن‏ يا ابن رسول اللّه (ص)، فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر هذا سيد أولادي، وأبو الأئمة صادق في قوله وفعله».

في الحلقة السابعة من (قبسات من حياة الامام جعفر الصادق) نتناول إن شاء الله تعالى النهضة العلميّة التي قادها الامام الصادق (عليه السلام):