من حديث رسول الله (ص)..(5) من أفتى بما لا يعلم لعنته ملائكة السماء والأرض

الخميس 12 نوفمبر 2020 - 05:32 بتوقيت غرينتش
من حديث رسول الله (ص)..(5) من أفتى بما لا يعلم لعنته ملائكة السماء والأرض

حديث شريف-الكوثر: قال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله: (من أفتى بما لا يعلم لعنته ملائكة السماء والأرض).

قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ (الحاقة 44- 45- 46)، تتحدث عن تنزيه النبي (صلی الله عليه وآله) مما نسبه إليه المشركون من أنه قد افترى على الله، فنزلت الآية موضحة أنه لو افترى لنكّل الله تعالى به أشد تنكيل، وبما أنه لم ينتقم منه، فهو إذن الصادق الأمين.

وحذر الله تعالى من الافتاء بغير علم، فقال في محكم كتابه العزيز: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته، إنه لا يفلح الظالمون) (الانعام:21)

وقال تعالى (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) (الزمر:60)

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا تكذيب الله، قيل: يا رسول الله! وكيف ذاك؟ قال: يقول أحدكم: قال الله، فيقول الله: كذبت لم أقله، أو يقول: لم يقل الله، فيقول عز وجل: كذبت قد قلته .

وقال رسول الله (ص): من أفتى الناس بغير علم كان ما يفسده من الدين أكثر مما يصلحه .

وعن الإمام محمد الباقر(ع) قال: من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه.

وقال الإمام الباقر(ع): لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نفتيهم بآثار من رسول الله (ص) وأصول علم عندنا، نتوارثها كابرا عن كابر... .

وعن الإمام جعفر الصادق(ع): من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم، ومن دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم.

وقال الإمام الصادق(ع): والله ما نقول بأهوائنا، ولا نقول برأينا، ولا نقول إلا ما قال ربنا.

وقال الصادق(ع):... واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا .

وعنه (عليه السلام): خصلتان مهلكتان: تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم .

وقال الامام محمد الجواد (عليه السلام) : من افتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمن وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه .

وخير ما نختم به البحث، بدعاء الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام): أللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَهُ (القرآن الكريم) حَمَلَةً، وَعَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد الْخَطِيْبِ بِهِ، وَعَلَى آلِهِ الْخُزّانِ لَهُ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنـَّهُ مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى لاَ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ وَلاَ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ اللهم آمييين....