بعض الحاجات لا يستقيم قضاؤها إلا بالكتمان، من الجهل والحمق إفشاؤها وإذاعتها.. وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أراد غزوا (ورّى) بتشديد الراء أي سترها وكنى عنها بغيرها، أي بغير تلك الغزوة التي أرادها، فيوهم أنه يريد غزو جهة أخرى .
وقد ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود).
وقال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): من كتم سره كانت الخيرة في يده.
وعنه (ع): الظفر بالحزم، والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتحصين الأسرار.
وعنه (ع): سرك أسيرك فإن أفشيته صرت أسيره.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (أربعة يذهبن ضياعا:... وسر تودعه عند من لا حصافة له).
وقد ورد حول كتمان السر عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع): لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال:-
سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فالسنة من ربه كتمان سره، قال الله عزوجل: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول) (الجن: 26).
وأما السنة من نبيه (ص) فمداراة الناس فان الله عز وجل أمر نبيه (ص) بمداراة الناس فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " (الأعراف: 199).
وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء فان الله عز وجل يقول: " والصابرين في البأساء والضراء" ﴿البقرة:١٧٧﴾
اللهم اجعلنا من المؤمنين الذين فيهم ثلاث خصال:- سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه برحمتك يا ارحم الراحمين...آمييين.
إقرأ ايضا: قبسات من حكم الإمام علي (ع)..(5) العلم وراثة كريمة ووالآداب حلل مجددة