(العلم وراثة كريمة)، قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "كل عالم يأخذ العلم من استاذه فكأنه ورث العلم عنه" وتبعه ميثم في هذا التفسير وقال "العلم وراثة عن العلماء" وقال شارح ثالث "أخطأ الاثنان، الحق في التفسير ان العلم يؤخذ بلا عوض تماما كالإرث".. ولو تنبه هؤلاء الشارحون لقول الإمام في الحكمة رقم 147 لأراحوا واستراحوا من هذا التكلف والتعسف.
قال الإمام علي (ع) في هذه الحكمة من جملة ما قال "العلم يكسب الانسان جميل الأحدوثة بعد وفاته" وهذا بالذات هو مراد الإمام بقوله " العلم وراثة كريمة" فإن كلام الإمام يفسر بعضه بعض، لأن مصدره واحد.. وكلنا يعلم ان الناس يذكرون الانسان بعد وفاته بأفعاله وصفاته، ان العلم من الصفات الجلى.
(الآداب حلل مجددة)،الحلل المجددة كناية عن البهجة والزينة الدائمة، المراد بالآداب هنا الصفات الحميدة عند العقل والعقلاء، كالبلاغة والذكاء وحسن السلوك، ما إلى ذاك من الفضائل الشخصية والاجتماعية.
(الفكر مرآة صافية)، المراد بالفكر هنا القوة المدركة العاقلة التي اذا أعملها الإنسان بعيدا عن الهوى والمحاكاة دلت على الحق والصواب، كنى الإمام عن هذه الدلالة الصادقة بالمرآة الصافية التي تعكس الشيء كما هو في واقعه. وأخذنا هذا التفسير من قول الإمام في الرسالة 30 "من تفكر أبصر" وقوله في الحكمة 113 " لا علم كالتفكير" أي ان العلم بلا تفكير أكثر خطورة من التفكير الذي لا يدعمه علم.
إقرأ ايضا: قبسات من حكم الإمام علي (ع).. (4) نعم القرين الرضا