شذرات من حياة الإمام السجاد عليه السلام...3 من سيرته واخلاقه

الأربعاء 2 سبتمبر 2020 - 07:00 بتوقيت غرينتش
شذرات من حياة الإمام السجاد عليه السلام...3  من سيرته واخلاقه

اسلاميات-الكوثر: في الحلقة الاولى والثانية من شذرات من حياة الامام علي السجاد عليه السلام تناولنا التعريف بالامام (ع) والقابه، حيث لقب بزين العابدين وسيد العابدين وذو الثفنات والزكي والامين والسجاد، وكل من هذه الالقاب لها دلالاتها في حياة الامام سلام الله عليه، كما تناولنا التعريف بولادته، تاريخا ومكانا، وكنيته، وعوامل استشهاده.

ولمواصلة التعريف بالامام السجاد عليه السلام، نتناول سيرته مع اهل بيته، ثم نتاول  واولاده واخوانه واخواته ، ونعرج بعدها على هيبة الامام (ع) واخلاقه.

سيرة الامام (ع) مع اهل بيته:

كان الإمام زين العابدين عليه السلام من أرحم الناس وأبرهم بأهل بيته، وكان لا يتميز عليهم، بل كان كأحدهم، وكان (ع) يبكر في خروجه صبحاً لطلب الرزق لعياله، فقيل له: إلى أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي من طلب الحلال، فإنه من الله صدقة عليهم.

فقد تميز سلوك الإمام زين العابدين عليه السلام مع أبنائه بالتربية الإسلامية الرفيعة لهم، فغرس في نفوسهم نزعاته الخيرة، واتجاهاته الإصلاحية العظيمة وقد صاروا بحكم تربيته لهم من ألمع رجال الفكر والعلم والنضال في الإسلام، فكان ولده الإمام محمد الباقر عليه السلام رابع أئمة أهل البيت (ع)، ومن أكثرهم عطاء للعلم، وهو صاحب المدرسة الفقهية الكبرى التي تخرج منها كبار الفقهاء والعلماء أمثال أبان بن تغلب وزرارة بن أعين، وغيرهما ممن أضاءوا الحياة الفكرية في الإسلام.

أما ولده (عبد الله الباهر) فقد كان من علماء المسلمين في فضله، وقد روى عن أبيه (ع) علوماً شتى.

أما ولده (زيد الشهيد) فقد كان له إلمام في علوم مختلفة كالفقه والحديث والتفسير وعلم الكلام وهو الذي قام بثورة على الأمويين في الكوفة ضد الطاغية (هشام بن عبد الملك)، وذلك في يوم الأربعاء 2 صفر 122 هـ، وانتهت بالقضاء على الثورة واستشهاد زيد بن علي.

اخوة الامام (ع) واخواته

وللامام السجاد (ع) مجموعة من الأخوة والأخوات، وبحسب الشيخ المفيد في الإرشاد هم خمسة أولاد: علي بن الحسين استشهد مع أبيه (ع) في طف كربلاء وأمه ليلى، جعفر بن الحسين، كانت وفاته في حياة الإمام الحسين (ع)، عبد الله بن الحسين الرضيع، استشهد في طف كربلاء بسهم اللعين (حرملة الاسدي)، وأمه الرباب، سكينة بنت الحسين، وأمها الرباب أيضا، وفاطمة بنت الحسين وأمها أم إسحاق التيمية.

هيبة الامام (ع) واخلاقه:

أما هيبته فتعنو لها الوجوه والجباه فكانت تعلو على اسارير وجهه أنوار الأنبياء وهيبة الأوصياء.

ووصف شاعر العرب الأكبر الفرزدق في رائعته هيبة الإمام بقوله:

يكاد يمسكه عرفان راحته‏ ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‏

يُغضي حياءً ويُغضى من مهابته فلا يُكلّمُ إلا حين يبتســمُ

خلق الامام السجاد:

الحلم: من حلمه عليه السلام، كانت له جارية تسكب على يديه الماء، فسقط الإبريق من يدها على وجهه الشريف فشجّه، فبادرت الجارية قائلة: إنّ الله عز وجل يقول:﴿والكاظمين الغيظ﴾ وأسرع الإمام (ع) قائلاً: «كظمت غيظي»، وطمعت الجارية في حلم الإمام ونبله، فراحت تطلب منه المزيد قائلة:﴿والعافين عن الناس﴾ فقال الإمام (ع): «عفا الله عنك»، ثمّ قالت: ﴿والله يحبّ المحسنين﴾ فقال (ع) لها: «إذهبي فأنت حرّة».

ولما طرد أهل المدينة بني أميَّة في وقعة الحرَّة، أراد (اللعين) مروان بن الحكم أن يستودع أهله، فلم يأوهم أحد، وتنكّر الناس له، إلّا الإمام زين العابدين رحّب بهم، وجعلهم من جملة عياله، وقد عال الإمام في هذه الوقعة أربعمائة امرأة.

بره (ع) بمربيته:

عهد الإمام الحسين عليه السلام بعد موت والدة الإمام زين العابدين عليه السلام - وهو لا يزال صغيرا - إلى سيدة من أمهات أولاده بالقيام بحضانة ولده زين العابدين ورضاعته ورعايته، وقد ذكر الرواة أنه أمتنع أن يؤاكلها فلامه الناس، وأخذوا يسألونه بإلحاح قائلين: أنت أبر الناس، وأوصلهم رحماً فلماذا لا تؤاكل أمك؟ فأجابهم: أخشى أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليها فأكون قد عققتها.

سيرته مع مملوكيه:

كان عليه السلام لا يستخدم خادما فوق حول، فكان يجهد نفسه في تأديبهم وتعليمهم آداب الاسلام واحكامه وسنن الرسول (ص) ويعتقهم ليلة عيد الفطر بعد ان يتحفهم بجوائز، ويستبدل سواهم في الحول الثاني.

سيرته مع جيرانه:

لقد روى الزهري انه (ع) كان من أبر الناس بجيرانه، فكان يرعاهم كما يرعى أهله، وكان يستقي لضعفاء جيرانه في غلس الليل.

الإحسان إلى الناس: أُثِرَ أنه كان عليه السلام يبادر لقضاء حوائج الناس خوفاً من أن يقوم بقضائها غيره فيحرم الثواب، وقد قال: إن عدوي يأتيني بحاجة فأبادر إلى قضائها خوفاً من أن يسبقني أحد إليها أو أن يستغني عنها فتفوتني فضيلتها.

السخاء: لقد نقلت التواريخ أخبار كثيرة من جوده وكرمه (ع)، ومنها: أنه (ع) كان يُطعم الناس إطعاما عاما في كل يوم في المدينة، وذلك في وقت الظهر في داره.

حنوه (ع) على الفقراء: روى العلامة المجلسي: ان الإمام السجاد عليه السلام كان يحمل إلى الفقراء الطعام والحطب على ظهره حتى يأتي بابا من أبوابهم فيناولهم إياه.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم