فقد ضربوا اروع الامثال في الشجاعة لا يرقى إليه أحد، متدرعين بالقلوب فوق الدروع، مستبشرين بما ادخر الله تعالى لهم، يتسابقون على الشهادة، حيث انهم كانوا يعلمون بشهادتهم، ومتيقنين من عدم بقائهم في الحياة، ومع ذلك ذهبوا مع امام زمانهم موطنين أنفسهم على لقاء الله تعالى وقدموا أرواحهم وعيالهم فداءً للحسين عليه السلام، عندما راح يتسابق الواحد منهم تلو الآخر للشهادة بين يدي أبي عبد الله الحسين في واقعة الطف، ليتجلى الوفاء بالعهد في أبهى صوره، ولينفرد الإمام الحسين عليه السلام بهذا الجمع الطيب الصادق من الأصحاب في وقت قل فيه الناصر للحق، وتهافت فيه الناس على حب الدنيا وملذاتها.
لقد عبدت هذه النخبة الطيبة طريقاً للملايين من الاحرار في العالم، حيث اخذوا يتنافسون في كل عصر لتقديم الأرواح والأموال من أجل استمرار رسالة الحسين عليه السلام، والالتحاق بركب أصحابه الذين أصبحوا قدوات صالحة للأجيال .
لقد قدم اصحاب الامام الحسين عليه السلام وبمختلف اجناسهم واعمارهم دروسا حقيقة في التضحية والاباء، والشهامة والفداء، والصبر والايثار، والاخوة والصداقة والاخلاص، واطاعة القائد، اختلفت عما قدمة باقي القادة والثوار في كل الثورات العالمية القديمة والحديثة.
فرحم الله شهداء انصار الامام الحسين عليه السلام، والعاقبة للمتقين.