على طريق عاشوراء.. قصائد رثاء حسينية

الأربعاء 26 أغسطس 2020 - 16:13 بتوقيت غرينتش
على طريق عاشوراء.. قصائد رثاء حسينية

عاشوراء_الكوثر: قصيدتان رثائيتان بمناسبة ذكرى واقعة عاشوراء الأليمة لشهر محرم الحرام عام ١٤٤٢ هجري :

آهُ یا أرضَ كربلاء
__

أجدبَ الدهرُ يومَ كربٍ وبيلِ
في طُفوفٍ ضنَّتْ بماءِ الغليلِ

هو كربٌ عدى على الدينِ طُرّاً
واستباحَ الحسينَ يوم َ النُكولِ

وهو سبطُ النبيِّ طُـهْرٌ شريفٌ
وشريكُ القرآنِ هادي السبيلِ

ثارَ بالحقِّ مرشداً ودليلاً
ضذَّ حُـكمٍ لا يستقيمُ غليلِ

آهِ يا أرضَ كربلاءَ طغا البغـ
ـيُ بليلٍ داجي السوادِ ثقيلِ

طالَ حُزنُ الاُلى وحزنُ بني الإسـ
ـلامِ مُذْ فاضت دماءُ القتيلِ

فعلى مصرعِ الحُسينِ دموعٌ
سائلاتٌ حرّى بكلِّ مَسِيلِ

يا سَليلَ الطُّهرَينِ خيرَ إمامٍ
حلَّ في قلبِ كلِّ حُرٍّ أصيلٍ

قد نهجتَ الجهادَ دربَ صلاحٍ
فسلكنا لحرب باغٍ جهولِ

مُذ حَيِينا نذوقُ طعمَ البلايا
ذنبُنا حُبُّنا لآلِ الرسولِ

حزنُنا دائمٌ وإنْ لامَ وغدٌ
وابتغانا بالذبحِ والتقتيلِ

فمتى ينجلي الظلامُ بصبحٍ
يزدهي باللِّقا المُغيثِ الجميلِ

يا بن طه الأمينِ وابنَ عليٍّ
وحبيبَ الزهرا المصونِ البتولِ

يومُ عاشورَ سوف يبقى مناراً
وسيبقى للحقِّ خيرَ دليلِ

فسلام عليكَ جُرحُكَ أحيا
خيرَ دينٍ بعد الونى والخمولِ

(٢)

للهِ دَرُّكَ يا حسينُ مُجاهداً
___

خَلِّ الدُّمُوعَ الزاكياتِ تسيلُ
فالقلبُ دامٍ والمُصابُ جليلُ

ولَيَومُ تذكِرةِ النَّوائبِ عِبرَةٌ
والإعتِبارُ مِنَ الزمانِ جميلُ

قُلْ للمُليمِ عَزاءَنا وبُكاءَنا
بمصائِبٍ عَسَفَتْ وليسَ تزُولُ

ماذا أضَرَّكَ مِنْ بُكائي عِتْرةً
هُمْ زهرَةُ الدُّنيا وهُمْ إكليلُ

لكنَّهم ظُلِمُوا وسِيمُوا غُرْبَةً
وتقاذفَتْهُمْ نَعْرَةٌ وذُحُولُ

وهُمُ ذَخائِرُ أحمدٍ ووَصيَّةٌ
أركانُها التوحيدُ والتهليلُ

صلّى الإلهُ على الشهيدِ بِكَربَلا
سبطِ الأمينِ ومَنْ لَهُ التبجيلُ

للهِ دَرُّكَ يا حسينُ مُجاهداً
حزنَتْ له التوراةُ والإنجيلُ

والمُصحفُ القرآنُ يندُبهُ أسىً
مِن قبلِ أنْ يتنزَّلَ التنزيلُ

إنَّ الحسينَ لَنَهْضَةٌ وَثّابَةٌ
تَهدي الأنامَ وضوءُها قنديلُ

ما لي إذا جاءَ المُحرَّمُ هاتفاً
بدمِ الحسينِ أكادُ فيهِ أزولُ

أَلأَنّهُ ذكرى ظليمةِ أحمدٍ
واستُضعِفَ التنزيلُ والتأويلُ ؟

أمْ انّهُ شهرُ الحسينِ مُضمّخَاً
بدِماهُ وهو مغرَّبٌ مقتولُ ؟

تاللهِ إنَّهما مَعَاً لَظُلامةٌ
تجتاحُ لُبِّيَ فالفؤادُ عليلُ

ولأبكينَّ على الحُسينِ رزيَّةً
ألمَاً وإنّ بكاءَهُ لقليلُ

ولأذكُرَنَّ مَصائباً في كربلا
يبكي لها المنقولُ والمعقولُ

واحسرتاهُ عليكَ يا بنَ محمدٍ
ولنا العزاءُ وذا العزاءُ عويلُ

أوَ مثلُ سبطِ محمدٍ يرِدُ الرَّدى
عَطِشاً وذا ماءُ الفراتِ جزيلُ

ومجندلاً يُسقى البواترَ غِلْظةً
ونبالُهُم منهم إليهِ رَسُولُ؟

أو هكذا أجْرُ النبيِّ محمدٍ
ملءَ الحناجرِ كلُّ آهٍ قُولُوا

* * *

بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي