الأروقة السياسية في العراق شهدت خلال الأيام القليلة الماضية حراكا كبيرا لحل الأزمة المتعلقة بتشكيل الحكومة والتي بدأت تؤرق الجميع في ظل تحديات واستحقاقات كبيرة تواجهها بلاد الرافدين سواء فيما يتعلق باستمرار وجود الإحتلال الأميركي أو ما يتعلق بعملية مكافحة وباء كورونا والحد من إنتشاره في البلاد.
ائتلاف شبه كامل بدأ يتبلور لتسمية مرشح بديل لرئاسة الحكومة ورفض تولي عدنان الزرفي منصب رئاسة الوزراء بعد ان تم اعتبار عملية تكليف الأخير من قبل الرئيس برهم صالح بأنها تجاوز على جميع السياقات الدستورية و الاعراف السياسية ونقض للنظام البرلماني الذي توافقت عليه جميع الأحزاب والتكتلات وقامت عليه العملية السياسية في العراق.
وكانت فصائل الحشد الشعبي في العراق رفضت تمرير الزرفي من قبل المخابرات الاميركية على حد تعبيرها؛ مؤكدة أنها لن تسمح بهذا الامر وانها ستبذل كل جهد في سبيل الحفاظ على الاستقرار والامن في البلاد.
الساحة العراقية وإلى جانب تحدي تشكيل الحكومة تشهد أيضاً صراع إرادات على انهاء التواجد الأمريكي وسبل اخراجه من البلاد، فالقوات الأميركية – وكما يؤكد الخبراء والمحللون – بدأت تضعف امام ارادة الشعب العراقي وبدأت تستخدم خيارات بديلة لبقائها في العراق.. فبفضل الشعب والبرلمان العراقيين لم يعد هناك مأمن لهذه القوات في البلاد فلهذا أخذت تبذل محاولاتها الأخيرة لترسيخ بقائها في العراق.
فبعد إنسحاب قوات الإحتلال الأمريكي من عدد من القواعد والمقرات العسكرية وتسليمها إلى الجيش العراقي والذي فسر على أنه اعادة تموضع من أجل حماية عناصرها من ضربات المقاومة العراقية جاء الإعلان عن سعي الولايات المتحدة إلى إجراء مفاوضات مع الحكومة العراقية على قضايا استراتيجية ومستقبل العلاقات بين البلدين وهو ما أعتبره مراقبون بأنه خديعة أمريكية جديدة من أجل تثبيت وجودها في العلاقات خاصة وأن مثل هذه المفاوضات قد تفضي إلى معاهدات وإتفاقيات قد تشرعن الإحتلال ووجوده إلى الأبد.
ضيوف الحلقة:
كامل الكناني - كاتب وباحث سياسي
جليل هاشم البكاء - مدير معهد الفرات الدولي للتطوير والتنمية