تدخل التجربة التونسية مرحلة اختبار جديد يتعلّق أولاً بكيفية اجتياز المرحلة الانتقالية من الآن حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد بأقل ضرر ممكن. وثانياً يتعلق الامر بالقدرة على الحفاظ على التفاهمات الواقعية التي أبرمها الإسلاميون والعلمانيون، بمعية شخصيات تجاوزت الحدود الفئوية ولغة الأحقاد والغلو من الطرفين، وفي طليعة تلك الشخصيات الباجي قايد السبسي، من جهة العلمانيين، و راشد الغنوشي من جهة الإسلاميين. ويامل الشارع التونسي بان يكون خلف السبسي كما هو في قادر على حفظ التوازنات.
اما على صعيد علاقات تونس مع العالم الخارجي في عهد الرئيس الراحل السبسي فقد عمد الرجل على الابتعاد عن سياسة المحاور التي اتبعتها دول مجلس التعاون مع بعض دول شمال افريقيا اي مع الجارة مصر.
كما لم تتمكن المحاولات والتدخلات الخارجية ابان حكم السبسي من حرف مسار الثورة التي كانت الاولى عربيا بالاطاحة بالنظم الديكتاتورية او التلاعب بها مثل ما حصل في دول عربية اخرى.
وحاولت تونس في عهد الرجل العجوز الحفاظ على علاقاتها مع كافة الدول العربية والاسلامية وبقت العلاقات التونسية مع الحكومة السورية بالرغم من مواقف باقي الدول العربية ضد الحكم في دمشق. كما لم يمنع الرئيس الراحل الحراك الشعبي التونسي الناضج ضد عملية التطبيع التي قررت بعض الدول العربية السير في هذه العملية تحت مسمى صفقة القرن.
لكن كل هذا لا يعني بان حكم الرئيس الباجي القائد السبسي كان مثاليا، لكن ما ستحل الامور في تونس من بعده سيبقى حديث الداخل والخارج حتى اجراء انتخابات رئاسية في سبتمبر ايلول المقبل ومعرفة الشخصية التي ستخلفه.