وعمدت ايران الى استخدام مفاد الاتفاق النووي لحث باقي الاطراف،الالتزام به والوفاء بتعهداتم... وبعد ان اجرت ايران اتصالات مكثفة مع اوروبا بهدف حثهم على انقاذ الاتفاق وعدم الرضوخ للحظر الاميركي ضدها عبر ايجاد آلية مالية مشتركة وتلكؤ الجانب الاوروبي اقدمت طهران على تقليص التزاماتها في الاتفاق الخاصة بعملية تخصيب اليورانيوم، لكنها منحت اوروبا المزيد من الوقت للالتزام بالاتفاق قبل ان تمضي بخطوات اخرى.
ايران ومع وجود التصعيد الاميركي ضدها والمشاركة البريطانية في هذا التصعيد الى جانب واشنطن واصلت فتح باب الدبلوماسية والحوار مع الجانب الاوروبي.
وبعد استقبالها في طهران لمبعوث الرئيس الفرنسي الذي اجرى محادثات مع المسؤولين الايرانيين حول الاتفاق قبل اسبوعين، بعثت ايران عباس عراقجي مساعد وزير خارجيتها كمبعوث عن الرئيس الايراني لاجراء محادثات مع الجانب الفرنسي في باريس ومتابعة تطبيق الاتفاق النووي.
وسلم عراقجي رسالة خطية من الرئيس روحاني الى الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، فيما اكد المسؤول الايراني خلال اللقاء على اعتماد الدبلوماسية لاقرار السلام في العالم.
وتناول الجانبان في اللقاء المواضيع ذات الاهتمام المشترك والقضايا الاقليمية والدولية والسبل الممكنة لايجاد الحلول لتخفيف التوتر في المنطقة .
كما اكد الجانبان ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي باعتباره وثيقة دولية متعددة الاطراف ومن اهم الانجازات الدبلوماسية في الوقت الراهن.
وفي الوقت نفسه أكد الرئيس روحاني ان الحكومة الايرانية لم ولن تفقد فرصة الحوار مع اي طرف من الاطراف لكنه قال بانه يرفض الاستسلام رفضا قاطعا تحت مسمى الحوار.
واشار الى التحركات الدبلوماسية خلال الاسابيع الماضية والتي شهدتها ايران ودول المنطقة واوروبا مؤكدا ان حكومته سعت منذ البداية لازالة الحواجز امام الجهود السياسية والاتفاقيات التي يمكن التوصل اليها.
واستعرض مساعي حكومته في هذا المجال قبل عقد الاتفاق النووي وبعد عقده وخروج واشنطن منه، مشيرا الى ان السعودية والكيان الصهيوني بذلا مساع كبيرة لعرقلة التوصل الى هذا الاتفاق.
وأوضح ان ايران وبعد انسحاب امريكا منحت العالم فرصة لكي تتمكن الاطراف المتبقية من العمل بتعهداتها وسد الفراغ الذي تركته واشنطن.
واضاف ان ايران صبرت عاما كاملا بعد خروج امريكا من الاتفاق النووي، وخلال هذا العام كانت طهران تصدر النفط ، ولكن بعد قرار واشنطن بحظر تصدير النفط الايراني بالكامل غيرت طهران استراتيجيتها واتخذت قرارات حاسمة في خفض التزاماتها النووية.