ولو لم تكن عزيمة العلامة الاميني الشامخة والاسطورية في البحث والتتبع وتجميع الوثائق والكتب ذات الصلة بواقعة الغدير لم تنل هذا الرصيد غير القابل للانكار ولم تكن بهذه الوثاقة والرسوخ البحثي.
ولد الشيخ عبدالحسين الاميني في عام 1320 هـ في مدينة تبريز بشمال غرب ايران، وهو من احفاد عالم الدين الكبير «امينالشرع» لذلك لقب بالـ «اميني».
عاش هذا العالم الجليل نحو 70 عاما، قضى معظم حياته في البحث عن مصادر واقعة الغدير لأهل السنة وسافر من اجل هذا الهدف الى العديد من بلدان شرق آسيا وغربها وافريقيا واوروبا.
وفي ظل جهوده المضنية اشترى العلامة الاميني الكثير من الكتب فيما كان يستنسخ العديد منها على مدى اشهر في المكتبة ذاتها وعقد حوارات مع الكثير من علماء اهل السنة وفضلا عن تأليفه عشرات الكتب في مختلف المواضيع ألف كتاب الغدير الذي بلغ 11 مجلدا وخلد اسمه اللامع على صفحته المشرقة.
وفي مساره البحثي ادرك العلامة الاميني حاجة النجف الاشرف الى مكتبة تخصصية مرموقة لهذا السبب اقدم على تأسيس مكتبة امير المؤمنين (عليه السلام) العامة في عام 1373 هـ في محلة الحويش ليستفيد منها الطلبة والباحثون.
واللافت ان العلامة الاميني كان يبدي حساسية للغاية في انتقاء الكتب وتقبّلها كما انه اذا اهدي كتاب تحتوي المكتبة على نظيره فانه يقوم ببيعه عقب اكتساب الرخصة من صاحبه ويقوم بشراء كتاب آخر بديلا عنه ويضمه الى قائمة الكتب المودعة في المكتبة.
وبعد اعوام من البحث والتنقيب والتدقيق والتحقيق في المصادر الاسلامية اصاب العلامة الاميني الضعف والمرض ونقل الى احدى مستشفيات طهران لتلقي العلاج حيث وافاه الاجل عام 1390 هـ وشيع في طهران ومن ثم نقل جثمانه الى العراق حيث شيع في بغداد والكاظمية وكربلاء والنجف الاشرف ليوارى الثرى الى جانب مكتبته.
المصدر: http://ar.farsnews.com/iran/news/13960621000379