وحسب مصادر تحدثت للجزيرة نت، فإن البشير بدا في حالة صحية جيدة ويزوره طبيب متخصص في العيون وآخر في الأذن والأنف والحنجرة، ويرتدي الزِّي الشعبي، ويتمتع بمعنويات عالية، ويقيم في غرفة بها سريران وحمام داخلي، لكنه يشتكي من كثرة البعوض.
وقال ضاحكا إن الوضع يذكّره بوضعه عندما كان ضابطا صغيرا في منطقة ربكونا بجنوب السودان، أما علي عثمان النائب الأول الأسبق للبشير فيقيم في غرفة مزدوجة، ويشتكي من حرمانهم من أداء صلاة الجمعة.
ووصف ما يحدث في الساحة السياسية بالتخبط، وقال متحسرا "ليتهم شاورونا في تسيير أمور الدولة". في حين تمدد عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الأسبق على سرير خشبي بسبب آلام الظهر ملتزما الصمت.
من جانبه، طالب الدكتور نافع علي نافع - وهو رئيس حزب المؤتمر الوطني الأسبق- بتسريع محاكمتهم، وقال إنه واثق من براءته. كما صرح بأنه كان طوال الوقت من دعاة الإصلاح في الحزب والدولة.
شقيق الرئيس
بدوره، احتج اللواء عبد الله البشير شقيق الرئيس المعزول على مسببات اعتقاله، ووصف سجنه بغير القانوني كونه لا يشغل أي منصب رسمي في الدولة.
وقال "ربما تهمتي الوحيدة أنني شقيق الرئيس". وطالب بالنظر لحالته بعين العطف والاعتبار كونه يشرف على رعاية والدته التي تجاوز عمرها تسعين عاما، ودمعت عينه.
أما مساعد البشير أحمد هارون فكان يرتدي جلبابا شعبيا، وطالب بتمكين المعتقلين من ممارسة الرياضة.
وذكر أنهم حينما كانوا في السلطة وفروا للصادق المهدي هذا الامتياز، كما شرح حالة الرعب التي عمّت المعتقل حينما تم فض الاعتصام بالقوة، وقال إن صوت إطلاق النار كان مدويا في محيط السجن.
وأفاد مصدر شرطي بالسجن بأن عدد المحتجزين من رموز النظام السابق بلع 23، وأُفرج في وقت سابق عن ستة معتقلين؛ أبرزهم رجل الأعمال جمال الوالي ووزير الكهرباء الأسبق أسامة عبد الله.
معاملة طيبة
وأكد المصدر أن الجميع يتمتعون بمعاملة طيبة، وتطبق عليهم لائحة السجون، باعتبارهم منتظرين، حيث يسمح لهم بارتداء ما يرغبون من ملابس، كما بإمكانهم استدعاء أطباء من خارج السجن، وكذلك جلب طعام من منازلهم، كما يشمل الامتياز زيارة أفراد من أسرهم من الدرجة الأولى.
والخميس الماضي، قام وفد من مفوضية حقوق الإنسان بالسودان بزيارة للمعتقلين من رموز النظام السابق في سجن كوبر بالخرطوم بحري.
وقالت رئيسة المفوضية حرية إسماعيل إن وفد المفوضية التقى الرموز السابقة، وعلى رأسهم الرئيس المعزول عمر البشير.
وأوضحت أن الزيارة جاءت بعد موافقة المجلس العسكري على طلب من المفوضية بهدف الاطمئنان على ظروف اعتقال رموز النظام السابق.
وحذرت رئيسة المفوضية من المخاطر الصحية التي تحيط بالمعتقل أبو هريرة حسين وزير الشباب في الحكومة المعزولة، حيث أكدت أهمية تلقيه العلاج خارج السودان بناء على نصيحة الأطباء.