الكوثر_افريقيا
أزمة الحرب والنزوح
من أزمة الحرب إلى كارثة السيول، يعاني السودانيون من ويلات متتالية. الحرب الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع تسببت في نزوح 10 ملايين شخص، أي حوالي خمس السكان، مما يجعلها أكبر أزمة نزوح في العالم. في ظل انتشار سوء التغذية على نطاق واسع في العديد من المناطق، ويهدد حتى العاصمة الخرطوم، التي تقع على خط المواجهة منذ أبريل/نيسان 2023.
المجاعة وسوء التغذية
يعاني أكثر من 20 ألف طفل سوداني من سوء التغذية، وفقًا لآخر إحصائية لمنظمة أطباء بلا حدود في يونيو 2024. هذا يأتي مع انهيار المنظومة الصحية في البلاد بعد توقف 70-80% من المرافق الصحية وفقا لمنظمة أطباء بلاحدود في آخر إحصائية لها في يونيو عام 2024.
كارثة السيول
أزمة الحرب لا تلوح في الأفق أي ملامح واضحة للحل، ولا يوجد بريق أمل يمكن للسودانيين التمسك به للخروج من هذه الأزمة. ومع ظروف الحرب الصعبة، جاء انهيار سد أربعات شمالي مدينة بورتسودان ليزيد الوضع سوءًا، حيث جرفت السيول 20 قرية ودمرتها بشكل كلي، ودمرت جزئيًا 50 قرية أخرى، مما أسفر عن مقتل 148 شخصًا ومازال المئات مفقودين دون معرفة مصيرهم في ظل استمرار تفشي الأوبئة وعلى رأسها الكوليرا.
جهود الإغاثة والمساعدات
السلطات السودانية وعدت بمساعدة المتضررين والبحث عن المفقودين، فيما سارعت المنظمات الإنسانية والدولية لتقديم المساعدة للمنكوبين جراء السيول. وأزمة الحرب والسيول ليستا وحدهما من يهدد حياة السودانيين، بل إن الأمطار الموسمية أصبحت همًا مضاعفًا للسودانيين الفارين من رصاص الحرب.
المفاوضات الفاشلة
مفاوضات حثيثة أجريت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في البلاد لكن دون جدوى، من جدة في السعودية وآخرها في جنيف التي لم يحضر فيها الجيش السوداني واعتبرها اختتمت بإملاءات أميركية. وصرح قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بأن الحرب ستستمر طالما لم تتحقق مطالب الجيش، بينما أعلن "الباشا طبيق" مستشار قائد قوات الدعم السريع عن إعلان حكومة موازية في العاصمة السودانية الخرطوم، ما يظهر للعلن أن لا مستقبل واضح للبلاد في ظل تنافر الأطراف المتنازعة.
مصير مجهول..
السودان، الذي كان يُطلق عليه يومًا ما "سلة الغذاء العالمي" بفضل موارده الطبيعية والمواشي والمعادن، أصبح اليوم بلدًا على شفا المجاعة مع سيل من الأزمات. يبقى السؤال الواضح: ماذا يفعل الشعب السوداني للنجاة من كل هذا؟