وأضاف المتحدث اللواء هشام علي عبد الرحيم في بيان صدر في وقت متأخر من ليل الجمعة أن مباني حكومية وخاصة تعرضت لهجمات أيضا.
ولفت المتحدث إلى استمرار الاعتصام بشارع النيل والجامعة وتقاطع المنديل وسط الخرطوم، مشيرا إلى أن "الاعتصامات والتجمهرات أثرت على حركة السير وتسببت في ازدحام كثيف وسط الخرطوم".
من جهة أخرى شهدت شوارع الخرطوم احتفالات شعبية مساء الجمعة إثر إعلان بن عوف تنازله عن منصبه واختياره عبد الفتاح البرهان خلفا له، وذلك غداة إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير.
وانطلقت حشود من المواطنين في شوارع العاصمة وهم يرددون شعارات منها "مالْها؟ ... سقطت!"، و"في يومين سقّطنا رئيسين!"، و"ثوار أحرار نكمل المشوار".
وفي السياق ذاته، دعا بيان لقوى الحرية والتغيير، وهي قوى عديدة تساهم في الحراك الشعبي في السودان، المجلس العسكري الانتقالي إلى الدخول مباشرة في عملية نقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية، وإلغاء القرارات التي اتخذها المجلس بتعليق الدستور وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول.
وطالب البيان كذلك بإلغاء التحفظ على كافة رموز النظام السابق المتورطين في جرائم ضد الشعب ومحاكمتهم محاكمة عادلة.
ودعا البيان الجماهير إلى الاستمرار في الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وفي باقي الولايات، والإضراب الشامل حتى نقل السلطة بالكامل إلى حكومة مدنية انتقالية.
واعتبرت القوى أن تنحي عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري جاء "تحت وطأة الثورة العظيمة"، مؤكدة استمرارها في حراكها حتى "إسقاط كل شمولي".
أما تجمع المهنيين السودانيين فقد دعا بدوره المواطنين إلى الخروج للشوارع وعدم ترك ساحات الاعتصام عقب تنحي بن عوف. واعتبر هذا التنحي في بيان مقتضب نشره التجمع عبر صفحته على فيسبوك "انتصارا لإرادة الجماهير".
من جانبه، اعتبر حزب المؤتمر السوداني المعارض -أحد الأحزاب الداعمة للحراك الشعبي- تعيين البرهان رئيسا للمجلس العسكري خطوة إلى الأمام، لكنه بالمقابل اعتبرها غير كافية حتى تكتمل عملية نقل السلطة إلى حكومة مدنية.
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير إن لقاء سيجري اليوم بقيادة المجلس العسكري الانتقالي سيحدد ملامح المرحلة المقبلة.
وفي وقت سابق من مساء الجمعة أعلن بن عوف تنحيه عن منصبه رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي، بعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين. وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إنه يتنازل عن منصبه رئيسا للمجلس، وإنه اختار البرهان خلفا له.
كما أعلن رئيس المجلس المتنحي إعفاء كمال عبد المعروف من منصبه نائبا لرئيس المجلس، بسبب إصراره على ترك هذا المنصب، ولم يذكر بديلا له.