هل تستطيع الحكومة الجديدة لجم التظاهرات في السودان؟

السبت 16 مارس 2019 - 07:17 بتوقيت غرينتش
هل تستطيع الحكومة الجديدة لجم التظاهرات في السودان؟

السودان - الكوثر: انطلقت بعيد صلاة الجمعة تظاهرات مطالبة بـتنحي الرئيس السوداني عمر البشير عن السلطة، في منطقة ود نوباوي بأم درمان غربي العاصمة، وعدة مناطق في الخرطوم،وعادت الاحتجاجات الى مدينة القضارف شرق البلاد وذلك استجابة لدعوى "تجمع المهنيين السودانيين" وحلفائه من المعارضة .

وفي مسجد الأنصار في ود نوباوي بأم درمان تظاهر المصلون بعد صلاة الجمعة،وانطلقوا في مسيرة هتفت بشعار "حرية سلام وعدالة.. الثورة خيار الشعب".

وجدد المتظاهرون المطالبة بتنحي النظام، وهتفوا مؤكدين على سلمية حراكهم، وفرقتهم قوات الشرطة مطلقة الغاز المدمع.

وخرجت مظاهرة في حيي بري والرياض القريبين من وسط الخرطوم وفي ضاحية الحاج يوسف بشرق النيل والكلاكلة جنوبي الخرطوم، وأطلقت الشرطة الغاز المدمع ضد المحتجين الذين قاوموا قوات مكافحة الشغب بقذف الحجارة وإحراق الإطارات ،وعادت التظاهرات إلى مدينة القضارف الواقعة على بعد 410 كيلومترات شرقي العاصمة الخرطوم والتي سبق أن شهدت في ثاني يوم لانطلاق الاحتجاجات في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي مظاهرات احتجاجية تخللتها عمليات حرق لمقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، وسقط في المدينة أكبر عدد من المحتجين قتلى.

وكشف محمد طاهر ايلا رئيس الوزراء السوداني الاربعاء تشكيلة حكومته، ايلا الذي تم تعيينه في 23 شباط/فبرايررئيسا للوزراء بعدما حل الرئيس البشير الحكومة على المستويين الاتحادي والمحلي في إجراء اعتبر رد فعل على حركة الاحتجاج. وهي ثالث حكومة في أقل من عامين ونصف عام، وأقيلت الحكومتان الاخيرتان بداعي الفشل في حل الازمة الاقتصادية. وقال ايلا إن الحكومة الجديدة التي احتفظ فيها بالعديد من الوزراء السابقين، هدفها حل الازمة الاقتصادية الخطيرة التي تشكل السبب الرئيسي لحركة الاحتجاج.

الحكومة التي انتظرها مؤيدو البشير بفارغ صبرهم جاءت دون التوقعات وخيبت امال الكثيرين لاسيما انها لم تأتي بوجوه جديدة واحتفظ فيها عدد من الوزراء بحقائبهم السابقة بينما تم تبديل اخرين عن مواقعهم السابقة في خطوة اشبه بالعبة الكراسي .

اما بالنسبة للمعارضة فقد كانت متوقعة حسب رأيهم وقد اشار بعضهم الى انهم كانوا سيستغربون اذا لم تأتي هذه الحكومة بهذه التشكيلة لانهم يعتقدون ان البشير استنفد خياراته ولا يملك جديدا يقدمه لحل الازمة والخروج من عنق الزجاجة

اداء اليمين الدستورية للحكومة تزامن مع تظاهرات في عدد من مدن البلاد ما يشي بانها ولدت ميتة وان الجماهير لاتعول عليها كثيرا بل انهم تجاوزوا مرحلة انصاف الحلول ولم يعد بامكانهم القبول بالترضيات فالازمة اعمق من ان تحل من خلال حكومة يرى مشكلوها انها حكومة كفاءات بينما يسميها المعارضون حكومة "نفايات" .

ويرى بعض المعارضين ان البشير أثبت مرة أخري أنه في حالة عجز تام عن تقديم أي جديد، وأنه لا يستطيع حل الأزمة الحالية بل سيعمقها، كما يعتقدون أنه غير قادر علي استخدام الفرص التي أمامه وعقدوا مقارنة بينه وبين الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة ، فرغم أن بعض الجزائريين لم يقبلوا بعرض بوتفليقة،وانتظموا في تظاهرات رافضة ، لكن الرئيس بوتفليقة تقدم بعرض والبشير لاعرض له حتي في الحدود الدنيا، ولا يستطيع أن يكسب أي قوي اجتماعية جديدة ، والكلام لاحد قيادات المعارضة ،

تطلعات الجماهير السودانية يمكن اختصارها في الشعارات التي رفعت خلال الاشهر الماضية وجلها ينادي بالحرية والسلام والعدالة والحياة الكريمة وهي امور تعد من الاولويات لانجاح اي مشروع لادارة الدول والمجتمعات ، والسيد ايلا وعد بحل مشاكل البلاد الاقتصادية التي ادت الى نشوب هذه الازمة اي انه انطلق من النتائج وتناسي مسببات الازمة ، فللوصول الى حالة الرفاه الاقتصادي لابد ان تتوفر الشروط اللازمة وهي الشعارات التي اشرنا اليها سابقا .