وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
الجواب: في التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي ج 9 ص 336 قال:
((سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ )) (الفتح:29) قال ابن عباس: اثر صلاتهم يظهر في وجوههم. وقال الحسن. هو السمت الحسن. وقال قوم: هو ما يظهر في وجوههم من السهر بالليل. وقال مجاهد: معناه علامتهم في الدنيا من اثر الخشوع. وقيل: علامة نور يجعلها الله في وجوههم يوم القيامة( في قول الحسن وابن عباس وقتادة وعطية).
في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي ج 9 ص 212 قال:
((سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ )) اي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشد بياضا، عن ابن عباس وعطية، قال شهر بن حوشب: يكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر. وقيل: هو التراب على الجباه، لأنهم يسجدون على التراب، لا على الأثواب، عن عكرمة وسعيد بن جبير، وأبي العالية. وقبل: هو الصفرة والنحول، عن الضحاك. قال الحسن: إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى.
وفي التفسير للصافي للفيض الكاشاني ج 5 ص 45 قال:
((سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ )) قيل يريد السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود. وفي الفقيه عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عنه فقال هو السهر في الصلاة.
وفي البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني ج 5 ص 96قال:
9931 / [ 5 ] - ابن بابويه، بإسناده في ( الفقيه ): عن عبد الله بن سنان، قال: سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: ((سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ ))، قال: "هو السهر في الصلاة ".
9932 / [ 6 ] - ابن الفارسي في ( الروضة ): سأل الصادق (عليه السلام) عبد الله بن سنان، عن قوله تعالى: (( سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ ))، قال: " هو السهر في الصلاة ".
وفي التفسير الكاشف لمحمد جواد مغنية ج 7 ص 103قال:
ليس المراد بأثر السجود هنا سواد الجبهة، كلا فإن أكثر هذا السواد أو الكثير منه رياء ونفاق، وانما المراد به الصفاء والاشراق الذي يحدث بالوجه من أثر العبادة،
وفي تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج 18 ص 299 قال:
وقوله: (( سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ )) السيما العلامة و (( سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم )) مبتدأ وخبر و (( مِن أَثَرِ السُّجُودِ )) حال من الضمير المستكن في الخبر أو بيان للسيما أي إن سجودهم لله تذللا وتخشعا أثر في وجوههم أثرا وهو سيما الخشوع لله يعرفهم به من رآهم، ويقرب من هذا المعنى ما عن الصادق عليه السلام أنه السهر في الصلاة. وقيل: المراد أثر التراب في جباههم لأنهم كانوا إنما يسجدون على التراب لا على الأثواب. وقيل: المراد سيماهم يوم القيامة فيكون موضع سجودهم يومئذ مشرقا مستنيرا.
وفي الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج 16 ص 496 قال:
أما الوصف الخامس فهو عن سيماهم المشرق إذ تقول الآية: ((سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السُّجُودِ )).
" سيما " في الأصل معناها العلامة والهيأة، سواء أكانت هذه العلامة في الوجه أم في مكان آخر وإن كانت في الاستعمال العرفي تشير إلى علامة الوجه ! والأثر الظاهري له... وبعبارة أخرى أن قيافتهم تدل بصورة جيدة أنهم أناس خاضعون أمام الله والحق والقانون والعدالة، وليست العلامة في وجوههم فحسب، بل في جميع وجودهم وحياتهم تبدو هذه العلامة... وبالرغم من أن بعض المفسرين يرى بأن " السيماء " هي الأثر الظاهر في الجبهة من السجود أو أثر التراب عليها من مكان السجدة... غير أن هذه الآية كما يظهر لها مفهوم أوسع ترتسم ملامحه على وجوه هؤلاء الرجال الربانيين... وقال بعضهم: هذه الآية إشارة إلى إشراق وجوههم يوم القيامة كالبدر من كثرة سجودهم.... وبالطبع يمكن أن تكون جباههم ووجوههم على هذه الهيأة يوم القيامة إلا أن الآية تتحدث عن وضعهم الظاهري في الدنيا... وقد ورد في حديث عن الإمام الصادق في تفسير هذه الجملة أنه قال: " هو السهر في الصلاة ! ". ولا مانع من الجمع بين هذه المعاني كلها !...
المصدر:وكالة أنباء الحوزة