لاريجاني: ايران سترد بقوة على أي عدوان

الجمعة 15 أغسطس 2025 - 07:24 بتوقيت غرينتش
لاريجاني: ايران سترد بقوة على أي عدوان

قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أنّ المقاومة رأس مال استراتيجي للمنطقة، مشدداً على أنّ إيران ستردّ بقوّة على أيّ عدوان، ولا تفاوض مثمراً بظلّ منطق "السلام بالقوّة" الأميركي.

وأكّد علي لاريجاني، استعداد ايران دائماً للردِّ بقوةٍ على أيِّ هجومٍ من كيان الاحتلال، لافتاً إلى أنّ "إسرائيل لن تترك المنطقةَ تستقرّ. نتنياهو ما دام موجوداً على سُدّة الحكم، لن يدع الأمور تستقرُّ حتى في فلسطين".

وفي حوار خاص مع قناة الميادين، أضاف لاريجاني أنّ "نتنياهو شخص شرير ولن يدع الأمور تستقرّ. ففي لبنان تشاهدونَه كلَّ يومٍ يستهدِفُ مكاناً، وفي الدوِل الأخرى كذلك، هو يُزعِج الدول دائماً، رأينا ما فعلَه في سوريا، هذا التخبّطُ الأمنيُّ الذي يُحدِثُه في الدولِ غيرُ مقبول".

ولفت في ردّ له على "تهديد نتنياهو بأنّه مستعدّ لتوجيه ضربة أخرى على إيران"، إلى أنّ نتنياهو مادامَ موجوداً لن يكون هناك استقرار وأمن وهذه مشكلةٌ بالطبع، مضيفاً: "هو يفتعل الأزمات لمصالحه الشخصية".

وتطرق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى العدوان الاسرائيلي على ايران، مذكراً بالهدف الإسرائيلي وهو إسقاط النظام في الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى أنّهم "خطَّطوا لهذا الأمرِ منذ 14 عاماً ولم يوفَّقوا، وكان مخطَّطُهم أن يُثيروا الفتنةَ في الجمهورية وأن ينزل الناس إلى الشوارعِ وهذا ما صرّح به نتنياهو عدةَ مرات".

وقال ، إنّ "نتنياهو كان يظن أن الشعب الإيراني يحبُّه ولكن ما حدثَ كان على عكسِ ما تصوّر"، منوّهاً بأنّ حتى المعارضة في ايران وقفت مع النظام في الجمهورية الإسلامية أيضاً وهذه هزيمة أخرى".

وأضاف علي لاريجاني أنّ رئيس حكومة الاحتلال، كان يظن أن دول المنطقة أيضاً ستدعمه لأنّ لديها بعضَ المشاكلِ مع الجمهوريةِ الإسلامية ولكن لم يحدث هذا، لافتاً إلى أنّ "كلّ الدول الإسلامية رغم بعض المشاكل الموجودة، اجتمعت ودعمت الجمهورية".

لاريجاني، أردف أنّه "نعم، هي استطاعت أن تغتال بعض شخصياتِنا وقادتنا غدراً، وهذه كانت خديعة"، سائلاً: "لكن، ما الذي استطاعت أن تحصُلَ عليه؟".

وقال إنّه "دمّرت الأبنية وتدمرت أبنيتهم, إذا أردتم أن تقارنوا إسرائيل في تعداد السكان عندها مع الجمهورية الإسلامية بجغرافيتها وعمقها والدمار الذي أحدَثته الصواريخُ الإيرانية، ترَونَ أنه حتى من الناحية التكتيكية هي خسرت".

كذلك أشار إلى أنّ "الكيان يُخفي دائماً خسائره، ولكن أنتم تعلمون من وسائلِ الإعلام أن إسرائيل تحوّلت إلى جهنّم وأصبحت مثلَ غزة، و ترامب نفسُه قالَ إنَّ إيران بواسطة صواريخها أحدثت جهنّم على نتنياهو وأنه هو أنقذَه"، مضيفاً: "هذه كلُها إذا وضعناها مع بعضها، نعلمُ أنَّ هناك هزيمة استراتيجية للكيان وهو بدأ الحرب وهو طلب وقفها".

ومن لبنان، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، أنّ إيران كانت ولا تزال إلى جانبه في مختلف الظروف، وهي لطالما دافعت عن لبنان وعن مقاومته، التي يراها "رأسمالاً استراتيجياً" ليس للبنان فحسب، بل لسائر شعوب المنطقة التي تواجه التحديات.

وشدد على أنّ التعدد في وجهات النظر داخل لبنان أمرٌ طبيعي، لكن ما يجب التأكيد عليه هو احترام من يضحّون دفاعاً عن أوطانهم، معتبراً أنّ المقاومة تمثّل موقعاً متقدّماً ومُشرّفاً، وأنّ دعمها واجب أخلاقي وإنساني.

وقال إنّ إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل تكتفي بتقديم المشورة عند الحاجة، انطلاقاً من إيمانها بأنّ قرار المقاومة ينبع من إرادة شعبية ناضجة وواعية، قادرة على اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية بلدها.

وبشأن زيارته العراق ولبنان، قال لاريجاني: "نملك علاقة أُخوّة وصداقة قوية واستراتيجية مع لبنان والعراق، وهذه العلاقات تمتد على مدى العصور التاريخية، وطبعاً نحن نتحاورُ معَ بعضنا في مختلف الأمور المشتركة".

وشدّد علي لاريجاني، على أنّ المقاومة ليست حِكراً على طائفة أو مذهب، مؤكداً أنّها خيارٌ جامع يتجاوز الانتماءات، وقال: "الحقيقةُ أن موضوع المقاومة لا ينحصر بالشيعة أو السنّة، المقاومة هي للجميع، والمقاومة ليست طائفية".

وفي ما يخصّ النقاش حول السلاح مع رئيسَي الجمهورية والحكومة، أوضح لاريجاني , أن طهران نقلت وجهة نظرها من المقاومة بشكل عام، مشدداً على أن إيران لا تتدخل في شؤون الدول.

وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان يتوقع عند لقائه الأسد آنذاك أن تكون تلك اللحظات الأخيرة لحكمه أو لحكم حزب البعث، قال لاريجاني: "أنا لا أعتقد أنّ حتى من هاجموا سوريا ودخلوا إليها كانوا يظنون أنهم قادرون على إسقاط النظام السوري، ما حدث كان مختلفاً تماماً".

وأوضح أن الأحداث تسارعت بشكل كبير في تلك الفترة، وقال: "بشكل عام، كانت الأحداث في السنتين الماضيتين سريعة جداً، وهذه هي خصوصية هذه المرحلة". ورأى أن التطورات في سوريا فاجأت الجميع، مشيراً إلى أن "لا أحد، سواء في روسيا أو في الدول الداعمة للحكم في سوريا، كان يتوقع أن تسير الأمور بهذه السرعة وتُحدث هذه الفوضى".

وبشأن التقارب والزيارات بين طهران والقاهرة، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، أن التواصل مع مصر قائم بشكل دائم، ولا توجد من جانب طهران أي مشكلة تحول دون تطوير العلاقات، مضيفاً أن "المحادثات مع الإخوة في مصر مستمرة، والعلاقة جيدة ومفيدة".

وأكد لاريجاني، أن العلاقة بين طهران والرياض بدأت بداية جيدة بعد اتفاق استئناف العلاقات الذي رعته الصين، مشدداً على ضرورة تعميق هذه العلاقة رغم وجود اختلافات في بعض الملفات.

وبشأن المفاوضات النووية، أكد علي لاريجاني، أن طهران لا ترى أن المفاوضات مع الولايات المتحدة يمكن أن تؤدي إلى نتائج حقيقية إذا استمرت واشنطن في اعتماد منطق "السلام بالقوة".

وحول ما يُطرح عن أن إيران، بعد انتصارها في الحرب الأخيرة على "إسرائيل"، باتت في موقع إقليمي أقوى حتى من الولايات المتحدة، تساءل لاريجاني: "هل أميركا ستكون صادقة في هذه المفاوضات؟ وهل الأطروحات التي تقدمها في لبنان أو العراق فعلاً تأخذ بمصالح شعوب هذه الدول؟".

وشدد على أن "نظرية الولايات المتحدة القائمة على فرض السلام بالقوة، تعني إما الاستسلام أو الحرب، وهذا لا يُجدي نفعاً"، مضيفاً أن الدول التي تحترم نفسها وتملك قوة ومكانة لن تستسلم.

كذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن آية الله السيد على الخامنئي لعب دورا محوريا في الحرب الأميركية الإسرائيلية الأخيرة، مؤكداً أنه "قلب موازين المواجهة".

وأشار لاريجاني إلى أن السيد خامنئي بالرغم من استهداف واغتيال عدد كبير من القيادات الإيرانية في بداية الحرب، تمكن بسرعة من تعويض تلك الخسائر خلال ساعات معدودة، مضيفاً أن خطابه للشعب الإيراني وضّح أهمية المرحلة وطبيعة المواجهة، وكان هدوؤه الحازم والمطمئن عاملاً مهماً في تغيير المعادلة.

علي لاريجاني، وفي معرض حديثه عن شهيد الأمّة، السيد حسن نصر الله، أكد أن "ذكره لا يغيب عنه يوماً أو ليلةً"، واصفًا إياه بالرجل العظيم والشخصية الفريدة التي لن تتكرر.

وأضاف لاريجاني أن حزب الله يمثل فخراً وشرفاً للعالم، وشخصية تثبتت عبر التاريخ، مشدداً على ضرورة التمييز بين الصديق والعدو، وأن الشعب اللبناني والدول العربية يجب أن تحترم المقاومة وأدواره