السيد السيستاني.. يحدد أحكام التعامل مع أهل الكتاب من المسيحيين واليهود

الأربعاء 26 ديسمبر 2018 - 05:33 بتوقيت غرينتش
السيد السيستاني.. يحدد أحكام التعامل مع أهل الكتاب من المسيحيين واليهود

فقه – الكوثر: فيما يلي مقتطفات من كتاب “الفقه للمغتربين” لسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني.

 

جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم كعيد رأس السنة

 

يجوز تهنئة الكتابيين من يهود ومسيحيين وغيرهم، وكذلك غير الكتابيين من الكفار، بالمناسبات التي يحتفلون بها أمثال: عيد رأس السنة الميلادية، وعيد ميلاد السيد المسيح (ع)، وعيد الفصح.

 

بعض أحكام العلاقات مع غير المسلمين

 

سؤال: هل يجوز السير في موكب جنازة غير مسلم لتشييعه، إذا كان جاراً مثلا؟

جواب: إذا لم يكن هو، ولا أصحاب الجنازة، معروفين بمعاداتهم للإسلام والمسلمين، فلا بأس بالمشاركة في تشييعه، ولكن الأفضل المشي خلف الجنازة، لا أمامها.

 

سؤال: هل يجوز دخول أصحاب الديانات السابقة من الكتابيين، ودخول الكفار من غيرهم، المساجد ودور العبادة الإسلامية؟ وهل يجب علينا إلزام غير المحجبات بارتداء الحجاب، ثم الدخول إذا كان دخولهن جائزاً؟

جواب: لا يجوز على الأحوط دخولهم في المساجد، وأما دخولهم في دور العبادة وغيرها، فلا بأس به، وتلزم النساء بالتحجب ،إذا لزم من تركه الهتك.

 

سؤال: هل يجوز التصدق على الكفار الفقراء كتابيين كانوا أو غير كتابيين؟ وهل يثاب المتصدِّق على فعله هذا؟

جواب: لا بأس بالتصدق على من لم ينصب العداوة للحق وأهله، ويثاب المتصدِّق على فعله ذلك.

 

سؤال: مدرسة أوربية في ملاكها مدرسون لا يؤمنون بدين ينكرون أمام التلاميذ وجود الله، فهل يجوز إبقاء الطلاب المسلمين بها، رغم أن تأثرهم بأساتذتهم محتمل جداً؟

جواب: لا يجوز، وولي الطفل يتحمل كامل المسؤولية عن ذلك.

 

جواز اتخاذ أصدقاء من غير المسلمين

 

يحق للمسلم أن يتخذ معارف وأصدقاء من غير المسلمين، يخلص لهم ويخلصون له، ويستعين بهم ويستعينون به على قضاء حوائج هذه الدنيا، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتُقسطوا اليهم إنَّ الله يحبُّ المقسطين).

 

إن صداقات كهذه إذا استثمرت استثمارا جيداً كفيلة بأن تعرف الصديق غير المسلم، والجار غير المسلم، والرفيق، والشريك، على قيم وتعاليم الإسلام فتجعله أقرب لهذا الدين القويم مما كان عليه من قبل، فقد قال رسول الله (ص) لعلي (ع): «لئن يهدي الله بك عبداً من عباده خيرلك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها الى مغاربها».

 

ثبوت حق الجار للمسلم ولغير المسلم

 

حق الجوار قريب من حق الرحم، يستوي في ذلك الحق الجار المسلم والجار غير المسلم، فقد أثبت رسول الله (ص) للجارغير المسلم هذا الحق حيث قال (ص): «الجيران ثلاثة: فمنهم من له ثلاث حقوق: حق الإسلام، وحق الجوار، وحق القرابة، ومنهم له حقان: حق الإسلام، وحق الجوار، ومنهم من له واحد: «الكافر له حق ا لجوا ر». وقال (ص): «أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمناً».

 

وقد أوصى الإمام علي الإمامين الحسن والحسين بالجيران بعدما ضربه اللعين ابن ملجم فقال (ع): «الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم».

وقال الإمام الصادق (ع): «ملعون ملعون من اَذى جاره»، وقال (ع): «ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره».

 

سؤال: هل يجوز إزعاج الجار اليهودي، أو الجار المسيحي، أو الجار الذي لا يؤمن بدين أصلاً؟

جواب: لا يجوز إزعاجه من دون مبرّر.

 

مداراة كل الناس من مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم

 

مداراة الناس، كل الناس، من المستحبات الشرعية التي حث عليها ديننا القويم، فقد قال رسول الله (ص) «أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض »، وقال (ص) أيضاً « ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل: درع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل الجاهل».

 

وليست مدارة الناس مقصورة على المسلمين وحدهم دون سواهم فقد ورد عن الإمام علي (ع) أنه صاحب رجلاً من غير المسلمين جمعهما طريق مشترك نحو الكوفة، وحين وصل الرجل غير المسلم الى نقطة يفترق طريقه بها عن طريق أمير المؤمنين (ع) مشى معه أميرالمؤمنين هنيئة ليشيعه قبل افتراقه عنه ، فسأله الرجل عن ذلك، فأجابه (ع) «هذا من تمام الصحبة، أن يشيع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذ لك أمرنا نبينا»، فأسلم الرجل لذلك. ومن طريف ما رواه الشعبي عن عدل أمير المؤمنين مع رعاياه من غير المسلمين قال: «خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه الى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعاً، قال: فعرف علي رضي الله عنه الدرع، فقال: هذه درعي، بيني وبينك قاضي المسلمين، قال: كان قاضي المسلمين شريح، كان علي استقضاه…

فقال شريح: ما تقول يا أمير المؤمنين،

قال: فقال علي رضي الله عنه: هذه درعي ذهبت مني منذ زمان،

قال: فقال شريح: ما تقول يا نصراني؟

قال: فقال النصراني: ما أكذب أمير المؤمنين، الدرع هي درعي،

قال: فقال شريح: ما أرى أن تخرج من يده، فهل من بيّنة؟

فقال علي رضي الله عنه : صدق شريح،

قال: فقال النصراني: أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء، أمير المؤمنين يجيء الى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه، هي والله يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك من الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها، فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله،

قال: فقال علي: أمّا إذا أسلمت فهي لك، وحمله على فرس عتيق،

فقال الشعبي: لقد رأيته يقاتل المشركين، هذا لفظ حديث أبي زكريا». كما ورد عن الإمام الصادق (ع) قوله «وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته».

 

سؤال: هل يجوز تبادل الودِّ والمحبة مع غير المسلم، إذا كان جاراً أو شريكاً في عمل أو ما شابه؟

جواب: إذا لم يكن يظهر المعاداة للاسلام والمسلمين بقول أو فعل، فلا بأس بالقيام بما يقتضيه الودّ والمحبة من البر والإحسان اليه، قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين).