السودان في دوامة الأزمة الاقتصادية والسياسية

الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 09:10 بتوقيت غرينتش
السودان في دوامة الأزمة الاقتصادية والسياسية

السودان _ الكوثر: شهدت عدة مدن سودانية منذ الأربعاء مظاهرات احتجاجية عارمة ضد غلاء المعيشة والاوضاع الاقتصادية المتردية تخللتها شعارات رددها بعض المحتجين تدعو لاسقاط الرئيس السوداني عمر البشير وذلك بالتزامن مع عودة زعيم المعارضة السودانية الصادق المهدي من المنفى؛ ما دفع السلطات الى فرض حالة الطوارئ واعلان حظر التجوال في بعض المدن کمدينة عطبرة وقتل بعض المتظاهرين وجرح آخرين منهم.

وأفاد موقع "سودان تريبيون" بأن مواطني عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان ثاروا بعد تردي الوضع المعيشية ووصول سعر الخبز لثلاثة جنيهات.کما حطم المحتجون مقر "حزب المؤتمر الوطني" وأحرقوه، وتمكنوا من الوصول الى بعض مبنی المحلية وأضرموا فيه النيران تعبيرا عن رفضهم للسياسات الاقتصادية للحكومة.

وشهدت مدينتا بورتسودان، والنهود غضبا شعبيا مماثلا، کما اتسعت الخميس دائرة الاحتجاجات واندلعت مظاهرات عنيفة منددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وغلاء الأسعار في مدن دنقلا، والسليم والقضارف وسنار والعاصمة الخرطوم.

وأفادت وكالة "رويترز" أن الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، أصبحت علی بعد كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، فيما أطلقت الشرطة السودانية القنابل المسيلة للدموع تجاههم.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولین سودانيین إن أعداد القتلى في احتجاجات عمت مدنا سودانية عديدة، ارتفع إلى 8 أشخاص.

ومع اتساع دائرة الاحتجاجات، نقلت وكالة السودان للأنباء فجر اليوم الجمعة عن المتحدث باسم الحكومة قوله إن الشرطة تعاملت مع الاحتجاجات "بصورة حضارية دون كبحها أو اعتراضها".

وأضاف "لكن المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلي نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة". وأضاف المتحدث أن "الأزمة معلومة للحكومة وتعكف على معالجتها".

ويعاني السودان من أزمات اقتصادية حادة في الوقود والخبز والدواء، وسط تطبيق سياسات مصرفية وحکومية غير ناجعة، ما ادى الى ارتفاع معدل التضخم خلال الشهر الماضي وتراجع الجنيه السوداني مقابل الدولار .

وتقول المصادر ان معدل التضخم في السودان ارتفع مسجلا 68.93% لشهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقارنة بـ 68.44% لشهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

کما تتزامن هذه الاحتجاجات مع عودة رئيس حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي الی البلاد بعد سنوات من العيش في المنفی.

وقد دعا المهدي -وهو يخاطب أنصاره- الی الأوضاع المتشظية للدول العربية وضرورة قيام تحالف إسلامي يقيها شر التسلط الغربي.

واضاف " تبرم معاهدة امن وسلام وتعايش عربية ايرانية تركية للتعايش والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

کما تطرق المهدي للعديد من القضايا التي يعاني منها السودان في هذه الفترة خاصة الضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن السوداني .

وقال المحلل السياسي طلال اسماعيل  " اعتقد ان عودة الصادق المهدي للخرطوم هي ايضا يمكن ان تعطي دفعة للعمل الجماهيري والمواكب السلمية الاحتجاجية خصوصا وان لديه مواقف مشهوده ضد سياسات الحكومة السودانية سواء كانت الاقتصادية او السياسات الاخرى التي تمس نظام الحكم والانتخابات القادمة ووضع الدستور".

ومهما يکن من أمر الاحتجاجات فإن مسار الأحداث يدل بما فيه الکفاية علی أن الأوضاع ستتأزم أکثر إذا لم تجد الحکومة السودانية حلولا عاجلة وناجعة لهذه الأزمات وإلا ستستمر المظاهرات و تزداد عنفا الأمر الذي من شأنه أن يجر البلاد نحو الهاوية.